- 1594 زيارة

الصيام والحائض

بقلم الدكتورة فاطمة النمر

استشارية النساء والتوليد

من المعروف أن الحائض لا تصوم ولكن هناك بعض الأسئلة تتكرر كثيرا من النساء وهذه بعضها
أولاً :أحيانا تتحير المرأة هل انتهت دورتها أم لا فما هو الضابط في ذلك ؟
الجواب : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد  فقد روى البخاري أن النساء كن يبعثن إلى عائشة  رضي الله عنها بالدَرِجَة جمع ( دُرْج) كدُب ودِببة وهو ما تحتشي به المرأة من قطن وغيره لتعرف هل بقي من أثر المحيض شيء أم لا فيها الكُرْسُف( القطن ) فيه الصفرة، فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء ماء أبيض يدفعه الرحم بعد انتهاء الحيض ، تريد بذلك الطهر من الحيضة. وبلغ ابنة زيد بن ثابت: أن نساء يدعون بالمصابيح من جوف الليل، ينظرن إلى الطهر، فقالت: ما كان النساء يصنعن هذا، وعابت عليهن
فالحائض إذا رأت القصّة البيضاء ـ وهو سائل أبيض يدفعه الرّحم بعد انتهاء الحيض ـ التي تعرف بها المرأة أنها قد طهرت ، تنوي الصيام من الليل وتصوم .

سؤال : وإن لم تر هذه القصة البيضاء ؟
الجوابإن لم يكن لها طهر تعرفه احتشت بقطن ونحوه فإن خرج نظيفا صامت ، فإذا رجع دم الحيض أفطرت ، ولو كان دماً يسيراً أو كدرةً فإنه يقطع الصيام ما دام قد خرج في وقت العادة  وهذا ما أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والدعوة والإفتاء والإرشاد برقم 10/154 .
سؤال : ولكن ماذا لو انقطع الدم  فصامت ثم رأت الدم مرة ثانية؟
الجوابإذا استمر انقطاع الدم إلى المغرب وكانت قد صامت بنية من الليل صحّ صومها
ولكن إذا رأت دما كدم الحيض اثناء النهار فقد أفطرت .
سؤال : أحيانا تحس المرأة بتحرك دم الحيض بعد أن تكون قد اغتسلت فماذا عليها؟
المرأة التي أحست بانتقال دم الحيض ولكنه لم يخرج إلا بعد غروب الشمس صح صومها وأجزأها يومها .
سؤال : إذا انقطع الدم ونوت الصيام ولم تدرك الاغتسال قبل اذان الفجر فهل تصوم ذلك اليوم أم لا؟
الجواب : الحائض  إذا انقطع دمها ليلا فَنَوَت الصيام ثم طلع الفجر قبل اغتسالها فمذهب العلماء كافة صحة صومها .
هل تصوم المستحاضة؟
الجواب الاستحاضة هي استمرار نزول الدم وجريانه في غير أوانه بأن تكون لها مدة حيض معروفة لها قبل الاستحاضة ثم زاد الدم على ذلك  وفي هذه الحالة تعتبر المدة المعروفة هي مدة الحيض والباقي استحاضة ؛  فعن أم سلمة رضي الله عنها أنها  استفتت النبي صلى الله عليه وسلم في امرأة تهراق الدم فقال: "لتنظر عدد الليالي والأيام التي كانت تحيض من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها فلتترك الصلاة قدر ذلك من الشهر فإذا خلفت ذلك فلتغتسل ثم لتستثـفر الاستثفار كما ورد في سنن ابن ماجه : هو أَن تشد فرجها بخرقة عريضة بَعْد أَن تحتشى قطناً، وتوثق طرفيها فِيْ شيء تشده عَلَى وسطها. فتمنع بذلك سيل الدم ثم تصلي" رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه )  ففهم بهذا أنها بعد أيام حيضها المعروفة لديها تغتسل وحينئذ يمكنها أن تصلي مع الاستثفار وهو التحفظ وكذلك يمكنها الصوم).

وعن جابر أن فاطمة بنت قيس سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المستحاضة فقال:

"تقعد أيام أقرائها (أي أيام حيضها) ثم تغتسل عند كل طهر ثم تحتشي وتصلي" رواه الطبراني في الصغير.

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قالت فاطمة بنت أبي حبيش: يا رسول الله، إني لا أطهر! أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما ذلك عرق وليس بالحيضة إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي". قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن : [وفي هذا الحديث مع صحته وقلة ألفاظه ما يفسر لك أحكام الحائض والمستحاضة].أ.هـ

وعن حمنة بنت جحش قالت : كُنْت أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَديدةً، فأَتَيْتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أَسْتَفْتِيه وَأُخْبِرُهُ. فَوَجَدْتُهُ في بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فقلت: يا رسول الله، إِني أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَديدةً، فَمَا تَأْمُرُنِي فيَها، قدْ مَنَعَتْنِي الصّيَامَ وَالصّلاَةَ؟.

قال: "أَنْعَتُ لَكِ الكُرْسُفَ، فإِنّهُ يُذْهِبُ الدّمَ ".

قالت: هو أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.

 قالَ:"فَتَلَجّمِي".

قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.

 قَال:" فَاتّخِذِي ثَوْباً".

 قالت: هُو أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنّمَا أَثُجّ ثَجّا.

 فقال النّبي صلى الله عليه وسلم:" سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ: أَيّهمَا صَنَعْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ، فإنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فأَنْتِ أَعْلَمُ. فقال: إِنّمَا هِيَ رَكْضَةٌ منَ الشّيْطانِ، فَتَحَيّضِي سِتّةُ أَيّامٍ أوْ سبعةُ أُيّامٍ في عِلْمِ الله، ثمّ اغْتَسلِي، فإِذَا رَأَيْتِ أَنّكِ قدْ طَهُرْتِ وَاستَنَقأْتِ. فَصَلّي أَرْبَعَاً وَعِشرِينَ لَيْلةً، أَوْ ثلاثاً وَعِشرِينَ ليْلةٌ وَأَيّامَها، وَصُومِي وَصَلّي، فإنّ ذَلِكَ، يُجزْئُكِ، وَكَذَلِكِ فاْفعَلِي، كَمَا تَحِيضُ النّسَاءُ وَكَمَا يَطْهُرْنَ لمِيقَاتِ حَيْضِهِنّ وَطُهْرِهنّ، فإنْ قَويتِ عَلَى أَنْ تُؤَخّري الظّهْرَ وَتُعَجّلي الْعَصْرَ ثمّ تَغْتَسِلينَ حينَ تَطْهُرينَ وتُصَلّينَ الظهرَ والعصرَ جميعاً، ثمّ تُؤَخّرينَ المَغْرِبَ، وَتُعَجّلينَ الْعِشاءَ، ثمّ تَغْتَسِلِينَ، وَتَجْمَعينَ بَيْنَ الصّلاَتَيْنِ ـ فافْعلِي، وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الصّبْحِ وتُصَلّينَ، وكَذلِكَ فافْعلِي، وصُومِي إِنْ قَويتِ عَلَى ذَلِك فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَهو أعْجَبُ الأمْرَيْنِ إِلَيّ."

قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ

قال الشافعي : هذا يدل على أنها تعرف أيام حيضها ستاً أو سبعاً فلذلك قال لها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلي حتى تطهري ثم تصلى الظهر والعصر جميعا ثم تؤخري المغرب وتعجلي العشاء ثم تغتسلي وتجمعي بين المغرب والعشاء فافعلي وتغتسلين ثم الفجر ثم تصلين الصبح وكذلك فافعلي وصومي إن قويت على ذلك وقال هذا أحب الأمرين إلى  .

Top