وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر من الخصال الخمس ذلك الداء فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَال"يَامَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرَ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ. حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا" رواه ابن ماجه والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم 764

فالإيدز مرض جنسي يأتي من أساليب الجماع المحرمة ومن العلاقات الآثمة إما من خلال اللواط أو العلاقات الجنسية المتعددة للمرأة الواحدة مع الرجال أو الرجل الواحد مع العاهرات أو مضاجعة امرأة مريضة مسبقاً بالإيدز أو وللأسف عبر نقل دم ملوث بفيروس الإيدز أو من أم مريضة بالإيدز إلى جنينها.

العاقبة  ...الهزال والضمور والمرض ثم الموت

الصورة مأخوذة عن  anil298.tripod.com

وللإجابة على التساؤل : هل يصوم مريض الإيدز؟

أقول:  أولاً: أسأل الله أن يهدي كل مريض بالإيدز إلى التوبة إذا كان هو المتسبب لنفسه في مرض الإيدز من خلال العلاقات الجنسية المحرمة أو أن يمن بالصبر والاحتساب على النوع الثاني من مرضى الإيدز وهم المصابون به بسبب نقل دم ملوث بالفيروس.

ثانيا: يمكن لمريض الإيدز أن يصوم إذا كانت حالته الصحية تسمح ولا يحتاج إلى أخذ جرعات من الأدوية على فترات متقاربة فله أن يصوم  طالما كان الوضع الصحي له تحت السيطرة وربما احتاج إلى الإفطار في بعض الأيام التي لا يستطيع فيها الصيام  ففي هذه الحالة يفطر ويقضي أياماً مكانها؛ قال تعالى : )شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185)

 والعكس بالعكس فإذا كان في وضع صحي متدهور ويرى أنه يزداد كل يوم سوءاً فله أن يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً؛ قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ )(البقرة: من الآية184)

الأمل عند مريض الإيدز:

يجب على مريض الإيدز أن لا يفقد الأمل في رحمة الله في ظهور دواء لهذا الوباء اللعين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن اللّه تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام، وهو الموت" رواه الحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وصححه السيوطي

ومن الآمال الجديدة في علاج مرض الإيدز ما نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية مؤخرا عن اكتشاف بروتين  جديد قد يكون له أثر ناجح في منع فيروس HIVمن الفاعلية

وإليك الخبر بنصه كما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية :[ اكتشف العلماء بروتين في القردة قد يساعد على منع إصابة البشر بفيروس HIV المسبب لمرض الإيدز.

ويأمل فريق البحث من معهد دانا فاربر للسرطان بالولايات المتحدة أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى سبل جديدة لمنع إصابة البشر بالفيروس. ويعتقد العلماء أن بروتيناً مشابهاً معروف بوجوده عند البشر قد يكون بإمكانه إعاقة فيروس HIV عن العمل. وأضاف الأطباء الذين كتبوا دراستهم في دورية "نيتشر" إنهم على وشك التوصل إلى سبيل لجعل النوع البشري من البروتين فعالا كما هو الحال عند القردة. ويبدو أن الجزيئ الذي يدعى "تي أر أي إم 5- ألفا" (TRIM5-alpha) يجوب الجسم بحثا عن الفيروسات، وفي حال دخوله إلى خلية معينة في الجسم فإنه يحول دون تكاثر الفيروس وانتشاره.

وقال الدكتور أنتوني فوسي من المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية والذي مول الدراسة: "يفتح التعرف على هذا النوع من البروتين والذي يعوق عمل فيروس HIV الباب أمام سبل جديدة لمنع الإصابة بالفيروس في مرحلة مبكرة، قبل ان يتمكن الفيروس من الجسم."

وتحتوي الخلايا البشرية على نوع مماثل من بروتين "تي أر أي إم 5- ألفا"، غير أنه أقل فعالية من النوع الموجود لدى القردة في إعاقة الفيروس. ومن المحتمل أن تختلف فعالية البروتين بين الأشخاص بسبب الاختلافات الجينية، وهو ما قد يوضح سبب تطور فيروس HIV بسرعة إلى مرض الإيدز عند بعض الأشخاص المصابين بالفيروس فيما يبقى آخرون بصحة جيدة لعقود. وسيتركز استكشاف البروتين في عقاقير جديدة على الوصول إلى سبل لزيادة فعاليته في إعاقة فيروس HIV. ولم يتخذ العلماء بعد قرارا بشأن إعطاء المرضى البروتين الموجود لدى القردة والأكثر فعالية ضد الفيروس.

يذكر أن فيروس HIV لابد وأن يتخلص من غطائه الحمائي الذي يحيط به حتى يطلق مادته الجينية ومن ثم يتكاثر بمجرد أن يصيب الخلية. وقد أوضح الباحثون أن بروتين "تي أر أي إم 5- ألفا" يعمل على منع الفيروس من التخلص من هذا الغطاء، وهو ما يجعله غير قادر على التكاثر. اكتشاف مذهل .

فيروس الإيدز لابد أن يتخلص من غطائه الحمائي كي يطلق مادته الجينية

وصرحت البروفيسورة فرانسيس جوتش الخبيرة بفيروس HIV في جامعة "إمبريال كوليدج" بلندن لبي بي سي قائلة إن هذه النتائج "مذهلة جدا." وأضافت: "هذا اكتشاف أساسي، فهي آلية جديدة لم نكن نعلمها من قبل. لقد كان الناس يتعجبون من كيفية تكاثر الفيروس في الخلية."

كما أوضحت أنه من الممكن أن يكون هناك من يحمل نوعا من البروتين البشري أكثر فعالية ومن ثم يمنحه وقاية أكبر من الإصابة بفيروس HIV. وقالت ليزا باور رئيسة قسم فيروس HIV بصندوق تيرنس هيجينز: "هذا تقدم موعود إلا أنه لا يزال في مراحله الأولى، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة ما إذا كان هذا البروتين فعالا عند البشر أم لا. ولكن يجب تشجيع مثل هذه الأبحاث لعدم وجود لقاح أو علاج للفيروس حتى الآن.]