- 3265 زيارة

حفاظا على الكرامة الإنسانية للمريض : لا لقسوة قلب الطبيب

قيم الموضوع
(0 أصوات)

حفاظا على الكرامة الإنسانية للمريض : لا لقسوة قلب الطبيب

نرى عدداً من الأطباء لا يكاد الواحد منهم يفارق كرسيه ليباشر فحص مريضه وهذا موجود ولذلك كان من القواعد والأخلاقيات الرئيسية في عمل الطبيب المسلم هي قاعدة: إتقان العمل قال تعالى (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) البقرة: 195 وقال صلي الله عليه وآله وصحبه :"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" رواه البيهقي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بسند حسن.

وقال : "إن الله كتب الإحسان على كل شيء" رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن شداد بن أوس رضي الله عنه.

والناس يحبون من أحسن إليهم واجتهد في علاجهم وإرشادهم، ويدعون له، فإذا كانت سيرته حسنة، والتزامه ظاهر انعكس ذلك على نظرتهم للدين، وللمتدينين، وحرصوا على الاقتداء بهذا الطبيب.

والنبي صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم عندما بدأ دعوته إلى الله، كانت الدعوة الجديدة غريبة علي المجتمع المكي، وكان يمكن أن تفشل، لولا أن سيرته الحسنة كانت مسانداً له ودافعاً لكثير من الناس لاتباعه، وذلك واضح في حديث هرقل مع أبي سفيان كما في صحيح البخاري

كما نري كثيراً من الأطباء يعاملون مرضاهم بتكبر غريب وإذا طلب المريض من الطبيب أن يعيد له شرح طريقة استعمال الدواء مثلاً ربما نهره أو أغلظ له القول، ولهذا كان التلطف مع الناس من أهم أخلاقيات الطبيب:

قال تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعفُ عنهم واستغفر لهم) آل عمران: 159 وعن جابر رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم الظهر والعصر، فلما سلم قال لنا: على أماكنكم. وأهديت له جرة من حلواء، فجعل يلعق كل رجل لعقة، حتى أتى علي وأنا غلام، قال: فألعقني لعقة، ثم قال: أزيدك؟ قلت: نعم. فزداني لعقة لصغري. فلم يزل كذلك حتى أتى علي آخر القوم . رواه ابن ماجة بإسناد حسن.

قال إسحاق الرهاوي في رسالته أدب الطبيب : علي الطبيب أن يوسع خلقه، ويحتمل من المرضى ضجرهم، وأي كلام سمعه منهم بغير تحصيل لم يحفل به، وليس ينبغي للطبيب أن يمنع المريض من كثرة ما يشتكيه، فيظهر ضجراً من ذلك، لأنه ربما أورد في كلامه علامات يستدل منها الطبيب على ما ينتفع به، ويستشهد بها على صحة مرضه .

وأضاف صاعد بن الحسن: ويكون الطبيب كثير التودد والسلام على من يستحقه، طويل الروح مبشراً بالخير ضاحك السن .

ونقل عن أبقراط قوله: [أي امرئ أعطاه الله علماً يشفي به المرضى وحباه بذلك، فبلغ من قساوة قلبه ألا ينصحهم ولا يشفق عليهم إنه لبعيد من كل خير بعيد من الطب] كتاب التشويق الطبي: 24  .

 وعلى الطبيب أن يسلي المرضي ببعض الكلمات الرقيقة المخففة للهموم، فإن الغم النفسي للمريض أشد عليه من المرض العضوي، وهذه بعض الأحاديث في هذا الشأن:

دخل النبي صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم على شاب وهو في السكرات، فقال له: " كيف تجدك؟ قال: أرجو الله وأخاف ذنوبي. فقال صلي الله عليه وآل وصحبه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف".  رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه وقال النووي: إسناده جيد.

 ومنها قوله صلي الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أوسافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً .

 

Top