- 6536 زيارة

الصيام ومرضى المسالك البولية والكلى

بقلم الدكتور عصام محمد عبده

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
هل يمكن لمريض الكلى أن يصوم؟

لكي يمكننا الإجابة على هذا السؤال يجب أن نعلم ولو باختصار وظيفة الكلى كما يجب أن نعلم أن أمراض الكلى ليست مرضا واحدا وإنما هي أمراض متعددة ويجب أن نعلم أيضا أن المرض الواحد ليس على درجة واحدة من الشدة إنما تتفاوت درجة حدته من حالة إلى أخرى.

تعمل الكليتان على تنظيم كمية المياة و الأملاح الموجودة داخل السم، كما تعمل على ضبط درجة الحمضية والقلوية في الدم، وتعمل كمرشح يبقي على المواد النافعة كالجلوكوز والبروتينات وتتخلص من المواد غير المرغوبة مثل: البولينا، وحمض البوليك، والكرياتينين وتفرز بعض الهرمونات التي لها علاقة بتنظيم ضغط الدم.

 

الصورة مأخوذة عن موقع العربي الآن www.arabinow.com

 وللحديث عن هذا الموضوع نشير إلى أنه هناك من يسمون بمرضى الغسيل الكلوي ، هناك مرضى التهابات الكلى والمثانة البولية

 وكقاعدة عامة لا بد لمريض الكلى من استشارة الطبيب المختص بشأن تنظيم جرعات الدواء الموصوفة إذا لم تكن هناك خطورة تحول دون أدائه فريضة الصوم.

أما بالنسبة لالتهابات الكلى والمثانة فغالبا لا يحتاج المريض إلى الإفطار في حالة عدم وجود قصور في وظائف الكلية وهذا يكون من خلال تشخيص الأطباء المختصين.

 

أما عن مرضى الفشل الكلوي فهم أنواع :
- المجموعة الأولي:
مرضى القصور الكلوي المزمن .
- المجموعة الثانية :
مرضىالغسيل الكلوي.
- المجموعة الثالثة :
مرضى زراعة الكلى .
أما بالنسبة للمجموعة الأولى ، مرضى القصور الكلوي المزمن :
فقد يتسبب الصوم - نتيجة لنقص السوائل والأملاح - في تدهور حالة القصور المزمن خصوصاً في حالات التهابات الكلى المزمنة ، والتكيس الكلوي ، فقد يحدث جفاف واختلال في وظائف الكلى والجسم .
ولذلك ننصح مريض القصور الكلوي بمراجعة الطبيب المتابع لحالته لأخذ النصيحة الطبية حسب حالته المرضية قبل الشروع في صوم رمضان.

أما بالنسبة لمرضى الغسيل الكلوي :
فيمكنهم الصوم ، طالما كانت القيم الأساسية تحت السيطرة على أن يفطروا في الأيام التي يتلقون فيها جلسات الغسيل ، إذا كانت هذه الجلسات تقع في أثناء النهار ، حيث إن عملية الغسيل يصاحبها إعطاء محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصيام.

 

وحدات غسيل الكلى

 

وأورد هنا فتوى  اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية بشأن غسيل الكلى : (إن غسيل الكلى عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة ‏(‏كلية صناعية‏)‏ تتولى تنقيته ثم إعادته إلى الجسم بعد ذلك، وأنه يتم إضافة بعض المواد الكيماوية والغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم‏.‏

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء والوقوف على حقيقة الغسيل الكلوي بواسطة أهل الخبرة أفتت اللجنة بأن الغسيل المذكور للكلى يفسد الصيام )

المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة الكلى :

يمكن لمريض زراعة الكلى أن يصوم بعد مرور عام من زراعة الكلى له إذا كان الجسم قد توافق مع الكلى المزروعة بشكل جيد ، وعليه فإن المريض يمكنه تناول  مثبطات المناعة اللازمة  مثل عقار السيكلوسبورين الذي يؤخذ عادة كل 12 ساعة ، بعد الإفطار وعند السحورمع ضرورة المتابعة اللصيقة مع الطبيب المعالج.
أما بالنسبة لمرضى زراعة الكلى الذين لم تستقر حالتهم ،فقد يؤدي الصيام إلى تأثيرات ضارة على الكلى المزروعة والجسم ، لذلك يجب مراجعة الطبيب المعالج لهم قبل الشروع في صوم رمضان لتقرير مبدأ الصيام من عدمه.

 

مرضى حصوات الكلى والحالب والمثانة البولية :

يمكن للمريض الصيام بشرط شرب كميات كبيرة من السوائل بعد الإفطار حتى تساعد على تخفيف الأملاح وعدم ترسبها و طرد  الحُصوات الصغيرة مع ضرورة الانتباه إلى الإقلال من تناول اللحوم الحمراء ، وملح الطعام والسبانخ والطماطم والمكسرات والشاي والقهوة ،وكذلك عليهم تجنب التعرض للمجهود الشديد أثناء النهار و تجنب التعرض للحر الشديد .

 

مرضى التهابات المسالك البولية :

يمكنهم الصيام مع استخدام المضادات الحيوية طويلة الأمد( تؤخذ مرة أو مرتين باليوم ) مع الإكثار من تناول السوائل وقت الإفطار لطرد الجراثيم وتعقيم مجرى البول.

وفي النهاية يخضع الأمر لقرار الطبيب المسلم الأمين الحاذق فهو الذي يقرر صلاحية مريضه للصوم أو لا ولذلك أسوق هذه الفتوى لرئاسة إدارات البحوث العلمية والدعوة والإفتاء والإرشاد بالسعودية  والتي كان يرأسها وقت الإجابة على الفتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، وإليكم نص الفتوى :

يقول السائل : [‏ مرضت بمرض الكلى وأجريت لي عمليتان ونصحني الأطباء أن أشرب الماء ليلاً ونهاراً وبما لايقل عن لترين ونصف يومياً، كما أخبروني أن الصيام والكف عن شرب الماء ثلاث ساعات متتالية يعرضني للخطر، هل أعمل بكلامهم أم أتوكل على الله وأصوم مع أنهم يؤكدون بأن عندي استعداداً لتخلق الحصى ، ماذا أفعل‏؟‏ وإذا لم أصم فما الكفارة التي علي دفعها‏؟‏]

وكانت الإجابة : [ إذا كان الأمر كما ذكرت، وكان هؤلاء الأطباء حذاقاً بالطب،  فالمشروع لك أن تفطر؛ محافظةً على صحتك ودفعاً للضرر عن نفسك، ثم إن عوفيت وقويت على القضاء دون حرج وجب القضاء، وإن استمر بك ما أصابك من المرض أو الاستعداد لتخلق الحصى عند عدم تتابع شرب الماء وقرر الأطباء أن ذلك لايرجى برؤه وجب عليك أن تطعم عن كل يوم أفطرته مسكيناً‏.]‏

Top