- 144 زيارة

الإمام أبو جعفر المدني

قيم الموضوع
(1 تصويت)

اسمه و صفته:

هو يزيد بن القعقاع المخزومي المدني القارئ
أحد القرّاء العشرة، تابعيٌّ مشهور كبير القدر، عرض القرآن على ثلاثة من الصحابة الكرام، وهم: مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وروى عنهم رضي الله عنهم.
قال ابن الجزري: روينا عنه أنه أُتي به إلى أم سلمة وهو صغير فمسحت على رأسه ودعت له بالبركة, وصلى بابن عمر رضي الله عنه، وأقرأ الناس قبل الحرة،  ووقعة الحرة كانت سنة ثلاث وستين.

 ورُوِيَ أنه أقرأ في زمن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وقد كان كذلك مُفتياً مجتهداً، عابداً صوَّاماً قوَّاماً.


روى القراءة عنه:

الإمام نافع بن أبي نعيم وسليمان بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان وأبو عمرو، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وإسماعيل ويعقوب ابناه وميمونة بنته.
قال يحيى بن معين: كان إمام أهل المدينة في القراءة فسمي القارئ بذلك, وكان ثقة قليل الحديث.
وقال ابن حاتم: سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث، وقال يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري: كان إمام الناس بالمدينة أبو جعفر، وقال ابن مجاهد: حدثوني عن الأصمعي عن أبي الزناد أنه قال: لم يكن أحد أقرأ للسنة من أبي جعفر وكان يقدم في زمانه على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وقال مالك: كان أبو جعفر رجلاً صالحاً يقرئ الناس بالمدينة.
وقال سبط الخياط: وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وهو صوم داود -عليه السلام- واستمر على ذلك مدة من الزمان، فقال له بعض أصحابه في ذلك، فقال: إنما فعلت ذلك أروّض به نفسي لعبادة الله تعالى، وكان يصلي في جوف الليل أربع تسليمات، يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ويدعو عقيبها لنفسه والمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله.

وفاته:
قال سليمان بن مسلم: شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة، جاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم، فقال شيبة، وكان ختنه على ابنة أبي جعفر: ألا أريكم عجبا؟ قالوا: بلى، فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه: هذا والله نور القرآن.
وروى ابن الجزري بسنده عن محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثني أبي عن نافع قال: لما غُسِّل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف، قال: فما شك أحدٌ ممن حضر أنه نور القرآن، مات أبو جعفر بالمدينة سنة ثلاثين ومائة.
وروى ابن الجزري بسنده عن عبد الله بن سليمان قال: ثنا أبو الربيع ثنا ابن وهب, ثنا زيد عن سليمان بن أبي سليمان العمري قال: رأيت أبا جعفر على الكعبة -يعني في المنام- فقلت: أبا جعفر؟ فقال: نعم, أقرئ إخواني السلام وأخبرهم أن الله جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين, وأقرئ أبا حازم السلام وقل له يقول لك أبو جعفر: الكَيْسُ الكيس, فإن الله وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات.
وقال ابن الجزري: وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن إسرائيل القصاع أنه -يعني أبا جعفر- رئي في المنام بعد وفاته على صورة حسنة، فقال للذي رآه: بشّر أصحابي وكل من قرأ قراءتي أن الله قد غفر لهم وأجاب فيهم دعوتي، ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا.
وقال ابن الجزري: والعجب ممن يطعن في هذه القراءة –أي: قراءة أبي جعفر- أو يجعلها من الشواذ وهي لم يكن بينها وبين غيرها من السبع فرق كما بيناه في كتابنا: المنجد.

توفي عام 130 هـ. رحمه الله

 

 

 

Top