- 190 زيارة

الإمام نافع المدني

قيم الموضوع
(1 تصويت)

اسمه ونسبه:

هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم الأصبهاني، وكنيته أبو رويم، ولد سنة (70 هـ).
وهو إمام قراء المدينة النبوية في عصره، إذ اشتغل بإقراء الناس زمناً طويلاً، وأصبحت قراءته قراءة أهل المدينة في عصره وما بعده زمناً غير قليل، وأمّ الناس في المسجد النبوي ستين سنة، روى الليث بن سعد أنه قدم المدينة سنة عشر ومائة فوجد نافعاً إمام الناس في القراءة لا ينازع.

قال الذهبي: "لعله أقرأ في حدود سنة عشرين ومائة مع وجود أكبر مشايخه، ولا ريب أن الرجل رَأَسَ في حياة مشايخه"، كما نقل أن الناس أجمعوا عليه بعد شيخه أبي جعفر(ت ١٢٨ هـ)، فيؤخذ من ذلك أنه تقدم أثناء حياة شيوخه ومنهم أبو جعفرشيخ القراء بالمدينة في وقته وأحد القراء العشرة، ثم انفرد نافع بالإمامة بعده، قال ابن الجزري: أقرأ نافع أكثر من سبعين سنة.

 

صفاته الخُلُقِية:

وكان رحمه الله من أحسن الناس قراءة عالماً بوجوه القراءات، متبعاً لآثار الأئمة الماضين ببلده، أسود اللون حالكاً صبيح الوجه، صاحب دعابة وحسن خلق، زاهداً جواداً، متواضعاً، حريصاً على تلاميذه، يباسط جلساءه وتلاميذه ويميل إلى التيسير عليهم، قال الأعشى: "كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يسأل، أي إلا أن يقول له: أريد قراءتك"
وكان طيب الرائحة، وقد روي أنه كان إذا تكلم يُشَمُّ من فيه رائحة المسك، فسئل: " أتتطيب كلما قعدت تقرئ ؟" فقال: "ما أمس طيباً، ولكني رأيت النبي ﷺ في النوم وهو يقرأ فِي فِيَّ، فمن ذلك الوقت أَشم من فِيَّ هذه الرائحة".

 

شيوخه:

ورد عنه أنه قال: " قرأت على سبعين من التابعين" و من أشهر شيوخه الذين قرأ عليهم: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان.

 

تلاميذه:

أما تلاميذه فكثيرون ومن أشهرهم:
الإمام مالك بن أنس، وهو من أقرانه، وقد قرأ نافع عليه "الموطأ"، وعيسى بن مينا  وهو قالون، وعثمان بن سعيد  وهو ورش، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وإسماعيل بن جعفر بن وردان، وعيسى بن وردان الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جَمَّاز، وإسحاق بن محمد المسيبي، ومحمد بن عمر الواقدي، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، والليث بن سعد، وغيرهم كثير.
قال مالك بن أنس: (قراءة أهل المدينة سنة، قيل له قراءة نافع، قال نعم)، وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: (سألت أبي أي القراءة أحب إليك، قال: قراءة أهل المدينة، قُلْتُ فإن لم يكن، قال: قراءة عاصم ).

 

وفاته:

ولما حضرته الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، فقال: (اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم...) توفي رحمه الله سنة (169 هـ)

 

 

 

Top