طباعة هذه الصفحة
- 40106 زيارة

هل الإبر (الحقن) تبطل الصيام؟

بقلم الدكتور عصام محمد عبده

يسأل الكثيرون عن حكم أخذ الإبر في نهار الصيام هل هي تبطل الصيام أم لا ؟

وللإجابة عن هذا السؤال نقول : من المعلوم أن الصيام هو الامتناع عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية وعليه فننظر في حكم الإبر فنقول :

الإبر أنواع :

1- الإبر التي تعطى في العضل

2- إبر الوريد

3- الإبر التي تعطى تحت الجلد

أولا: الإبر العضلية : فهذه لا تفطر لأنها لاتصل إلى الجوف وحتى لو فرضنا أن بعضها يتم إفرازه في الجوف فهو قد وصل إلى الجوف عبر طريق غير معتاد ومعظم بل أكاد أن أقول كل الإبر العضلية ليست من قبيل الغذاء لأن معظمها يكون على شكل مضادات حيوية أو مسكنات للألم أو مضادات للتقلص.

ثانيا : الإبرالتي تعطى في الوريد وهي على قسمين : القسم الأول : إبر المسكنات ومضادات التقلص والمضادات الحيوية فهذه لا تفطر حتى وإن وُجِدَ طعمٌ لشيء منها في الحلق ، أما القسم الثاني فهي الإبر المغذية مثل محلول الملح أو الدكستروز أو كلاهما معا أو غير ذلك كلبنات الرينجر فهذه الأنواع التي تضخ بكميات وفيرة تصل إلى 500 سنتيلتر أو أكثر وتقوم مقام الشراب والغذاء فهي تفطر ولا شك يإجماع العلماء المعاصرين لأنها يستغنى بها عن الأكل والشرب ويمكن أن تقوم مقامهما.

ثالثا : الإبر التي تعطى تحت الجلد : مثل إبر الإنسولين التي يتعاطاها المريض بداء السكري فهذه لا تفطر ويمكن لمريض السكري الاستمرار في الصيام ما لم يكن هناك موانع أخرى.

وهناك أنواع أخرى كالحقن التي تعطى داخل الجلد لاختبار الحساسية مثلا فهي لا تفطر أيضا. وكذلك إبر التطعيم كالتي تؤخذ قبل السفر

وكذلك عملية سحب الدم والتي يصاحبها إدخال الإبر في أوردة المريض فهي لا تفطر من حيث مبدأ الحقن نفسه حيث إننا لا نعتمد قول من قال أن المرء يفطر بدخول أي شيء إلى أي جوف من جسمه .......

وهذه فتوى للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في هذا الشأن أوردها بنصها:

يقول الدكتور القرضاوي : [نقول لكل من يستفسر عن أخذ الحقن أو الإبر في شهر رمضان بأن الإبر أنواع فمنها ما يؤخذ كدواء وعلاج، سواء كان في الوريد أو في العضل أو تحت الجلد، فهذه لا مجال للخلاف فيها، فهي لا تصل إلى المعدة، ولا تغذي، فهي لذلك لا تفطر الصائم ولا مجال للكلام هنا.
إنما هناك نوع من الإبر يصل بالغذاء مصفىً إلى الجسم، كإبر الجلوكوز فهي تصل بالغذاء إلى الدم مباشرة، فهذه قد اختلف فيها علماء العصر، حيث أن السلف لم يعرفوا هذه الأنواع من العلاجات والأدوية، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن العصور الأولى شيء في هذا الأمر، فهذا أمر مستحدث، ولهذا اختلف فيه علماء العصر، فمنهم من يرى هذا النوع مفطراً لأنه يصل بالغذاء إلى أقصى درجاته حيث يصل إلى الدم مباشرة، وبعضهم يقول: إنها لا تفطر أيضاً، وإن كانت تصل إلى الدم لأن الذي يفطر هو الذي يصل إلى المعدة، والذي يشعر الإنسان بعده بالشبع، أو بالرِّي ،فالمفروض في الصيام هو حرمان شهوة البطن وشهوة الفرج، أي أن يشعر الإنسان بالجوع وبالعطش، ومن هنا يرى هؤلاء العلماء أن هذه الإبر المغذية أيضاً لا تفطر.
ومع أني أميل إلى هذا الرأي الأخير، إلا أنني أرى أن الأحوط على كل حال أن يمتنع المسلم عن هذه الإبر في نهار رمضان، فعنده متسع لأخذها بعد الغروب. وإن كان مريضاً فقد أباح الله له الفطر، فإن هذه الإبر وإن لم تكن تغذي بالفعل، تغذية الطعام والشراب وإن لم يشعر الإنسان بعدها بزوال الجوع والعطش كالأكل والشرب المباشرين، فهو على الأقل يشعر بنوع من الانتعاش، بزوال التعب الذي يزاوله ويعانيه الصائم عادة، وقد أراد الله من الصيام أن يشعر الإنسان بالجوع والعطش، ليعرف مقدار نعمة الله عليه، وليحس بالآم المتألمين وبجوع الجائعين وبؤس البائسين.. فنخشى إذا فتحنا الباب لهذه الإبر أن يذهب بعض القادرين الأثرياء فيتناول هذه الإبر بالنهار لتعطيهم نوعاً من القوة وقدراً من الانتعاش لكي لا يحسوا كثيراً بألم الجوع وبألم الصيام في نهار رمضان، فالأولى أن يؤجلها الصائم إلى ما بعد الإفطار.] موقع إسلام أون لاين بتاريخ 6 نوفمبر 2003 أ.هـ.كلام الدكتور القرضاوي