- 1735 زيارة

الصيام ومريض السرطان

هل يمكن لمريض السرطان أن يصوم ؟

كي نجيب على هذا السؤال يجب أن نعرف ما هو السرطان؟

 السرطان نمو متزايد للخلايا دون انضباط بنظام الأنسجة  الأساسي من حيث عمر الخلية  أو اتجاه نمو النسيج، ففي الأحوال العادية الصحيحة ينمو كل عضو بمقدار معين وتنمو أنسجته وخلاياه في اتجاه معين وفق نظام دقيق بحيث لا يتجاوز النسيج أكثر مما هو محدد له وفق المنظومة النسيجية المتناسقة في جسم الإنسان، فإذا حدث خلل ما في هذا النظام الدقيق  لأسباب متعددة فقد تنمو بعض الأنسجة دون مراعاة قوانين النمو فتصير سرطانية بمعنى أنها تنمو في أي اتجاه غير محترمة لقواعد النمو ولا تبالي بالأنسجة المجاورة ولا تتوقف عند حد معين ولا تراعي ما سيقابلها في طريقها أثناء نموها من عصب ستجتاحه في طريقها فتسبب الشلل أو شريان أو وريد دموي تقرضه في طريقها فيحث النزيف الدموي أو غدة تربك نظام إفرازاتها بالزيادة أو النقص أو العدم الكلي أو  عظام تحدث فيها الهشاشة بل والكسور  أو عضو آخر من أعضاء الجسم زاحمه الورم وربما تضخم الورم وضغط على أنسجة أو أعضاء أخرى فأعاق وظيفتها أو عطلها تماما.

 

ورم سرطاني خبيث من نوع sarcoma

 

وتنقسم الأورام إلى توعين على وجه العموم: نوع حميد ونوع خبيث

أما النوع الأول فهو النوع الحميد: وهو ما لا يسبب معه أضراراً بالغةً بالجسم ويمكن أن يتعايش معه المريض إلى حين إزالته، وعادة ما يكون هذا الورم منتظماً نوعاً ما في البناء الهندسي والتركيبة الخلوية  cellular architecture

وفي الغالب يكون هذا النوع من الأورام الحميدة محاطاَ بغشاء (capsule) لا يتجاوزه.

ويكمن خطر هذا النوع في حالة ما إذا زاد حجمه لدرجة أنه صار يعيق الأجهزة والأنسجة التي بجواره عن أداء وظائفها ففي هذه الحالة ينصح باستئصاله.

ومن هذه الأورام:

 الأكياس الدهنية والأورام الدهنية (LIPOMATA)، والأورام الليفية الرحمية (FIBROMYOMATA)، وبعض أنواع أورام العظام (OSTEOMA).

ويمكن للمريض المصاب بهذه الأنواع من الأورام الحميدة أن يصوم.

 

أما النوع الثاني وهو الخبيث من الأورام فهذا ينبغي التدخل السريع لإزالته جراحيا أو بشتى الطرق الأخرى، وعادةً إذا تم استئصال الورم في مراحله المبكرة فإنه لا يترك أثراً ويمكن للمريض أن يصوم دون أدنى خوف.

ولكن إذا كان الورم قد صار في مراحله المتأخرة وتدهورت حالة المريض وأصبح من الصعب  التخلص منه جراحيا وبدأت أنواع أخرى من العلاجات المسكنة أو المخففة للآلام مثل العقاقير أو العلاج بالإشعاع فمع تدهور حالة المريض قد لا يمكنه في كثيرٍ من الأحيان أن يصوم، بل قد يؤمر بعدم الصيام ويصير الفطر في حقه واجباً، بل قد يأثم إذا صام وتسبب الصيام في مزيدٍ من الضرر بالنسبة له وهذا كله مبنيٌّ على تقرير الطبيب المسلم الثقة الخبير ومبنيٌّ على ما يدركه المريض من ضرر وأذى . وعليه فإن المريض في هذه الحالة الثانية هو ممن يدخلون في قول الله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ )(البقرة: من الآية184) فيفطر ويطعم عن كل يوم أفطره مسكيناً، نسأل الله الشفاء لجميع مرضى المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

Top