طباعة هذه الصفحة
- 6179 زيارة

من سلسلة حقوق الإنسان.. حق الأجير

قيم الموضوع
(0 أصوات)

من سلسلة حقوق الإنسان.. حق الأجير

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فمن الحقوق التي ضيعت كثيرا في هذا الزمان حقوق الأجراء عند أرباب الأعمال ويأتي تضييع حقوق الأجراء على عدة صور:

الصورة الأولى : عدم كتابة عقد بين الطرفين يضمن للأجير حقه  و يعلم فيه الأجير قيمة أجره

الصورة الثانية : عدم الوفاء بالعقد إن كتب

الصورة الثالثة : تأخير إعطاء الأجير حقه

الصورة الرابعة : إعطاء الأجير أجرا لا يناسب مجهوده وخبرته ولا يتناسب مع أقرانه حسب قواعد العمل المرعية

الصورة الرابعة : المبالغة في توقيع الجزاءات والحسومات ( الخصومات ) على الأجير: بهدف إنقاص ما يدفع له

الصورة الخامسة : تكليف الأجير ما لا يطيق

الصورة السادسة : التكبر على الأجير واحتقاره

إن الصورة الخافية على الكثيرين من أرباب اعمال هي أنهم يعتقدون أن الأجير إنسان مسخر لديهم ولكن الحقيقة الخافية عليهم أن الأجير شريك معهم فهو طرف وصاحب العمل طرف فصاحب العمل طرف شريك بماله والأجير طرف شريك بجهده وخبرته وعرقه

ويكفي في الترهيب من تضييع حق هذا الضعيف حديث أبي هريرة رضي الله عنه  الذي رواه البخاري عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: "ثَلاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ".

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه

رواه ابن ماجه وغيره في سننه وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه

وسنورد لكم بعض الأخبار في هذا الشأن ثم سنحققها في وقت لاحق بإذن الله

 

·       إذا استأجر أحدكم أجيرا فليعلمه أجره‏.‏

·       أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه‏.‏

·       أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، وأعلمه أجره وهو في عمله‏.‏

·       نهى عن استئجار الأجير حتى يتبين له أجره‏.‏

·       إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه‏.‏

·       إن الل تعالى يحب من العامل إذا عمل أن يحسن‏.‏ 

·       أعطوا الأجير أجره ما دام في رشحه‏.‏ 

·       أعط السائل ولو جاءك على فرس، وأعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه‏.‏

·       من استأجر أجيرا فليتم له إجارته‏.‏

·       ‏الراعي يرعى بالليل ويرعى بالنهار‏.‏

·       قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن حفظ الحوائط بالنهار على أهلها، وأن حفظ الماشية بالليل على أهلها، وإن أصابت الماشية بالليل فهو على أهلها‏.‏

 

ومن القصص العظيمة التي تروى في هذا الشأن ما رواه البخاري عن قصة الثلاثة أصحاب الغار

روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزىء بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون

 

 فهنا بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل وثواب  صاحب العمل الذي يحفظ للأجير حقه وينميه له

 * وهذا عثمان رضي الله عنه يعلمنا أن  للخدم والأجراء وقتا يستريحون فيه فقد قيل له ليلا مرةً : لو أمرت بعض الخدم فكفوك، فقال‏:‏ لا، الليل لهم يستريحون فيه‏

*  ويكفينا في التحذير من عدم الوفاء بالعقود المكتوبة بين أرباب العمل والأجراء قول الله تبارك وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود }

* ويكفي في الترهيب من عدم إعطاء الأجير حقه وراتبه أو إنقاصه قول الله تبارك وتعالى : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً}

* ويكفي في الترهيب من تحميل الأجير فوق ما يطيق قوله صلى الله عليه وسلم :  (ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم) رواه البخاري ومسلم

* وفي الترهيب من إعطاء الأجير أجرا لا يناسب مجهوده نجد جميع الأحاديث المحذرة من الظلم وأكل أموال الناس بالباطل وغمط الناس حقوقهم – كل هذه الأحاديث صالحة في هذا المجال ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )

* وفي التكبر واحتقار الأجير يأتي التحذير النبوي الشديد من الكبر والتكبر فيقول صلى الله عليه وسلم : ( الكبر بطر الحق وغمط الناس) أي احتقارهم والتعالي عليهم

وفيما سبق كفاية وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم