طباعة هذه الصفحة
- 3088 زيارة

من أبشع ألوان إهدار الكرامة الإنسانية .....الشذوذ الجنسي.... نظرة في التاريخ

قيم الموضوع
(0 أصوات)

من أبشع ألوان إهدار الكرامة الإنسانية .....الشذوذ الجنسي.... نظرة في التاريخ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فقد جاء الإسلام لينفذ التعاليم الإلهية في قول الله تبارك وتعالى : { ولقد كرمنا بني آدم }  وهذا التكريم يشمل كل مناحي حياة الإنسان ومن ذلك شرفه وعرضه  ، ولهذا حمى الإسلام الإنسان من الوقوع في الفواحش لعلم الله الأزلي أنها تهدر كرامة النوع البشري  ، ومن هذه الفواحش العظيمة فاحشة اللواط  ، فاللواط من الجرائم الخلقية التي لا تليق بالنوع الإنساني، وفطرته التي فطره الله عليها. فاللواط فيه عدوان ظاهر على الإنسانية، وخروج عن سنن الله الطبيعية، ولهذا سماه الله فاحشة كالزنى، قال تعالى:

{ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين}

 

كيف بدأ اللواط؟

 

لم يكن اللواط في أمة قبل قوم لوط

قال ابن عباس : إنما كان بدء عمل قوم لوط أن إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس، فدعاهم إلى نفسه فنكحوه، ثم جروا على ذلك..

 

عن ابن عباس قال: كان الذي حملهم على إتيان الرجال دون النساء أنهم كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم وثمار خارجة على ظهر الطريق، وأنهم أصابهم قحط وقلة من الثمار، فقال بعضهم لبعض: إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش. قالوا: بأي شيء نمنعها؟ قالوا: اجعلوا سنتكم من أخذتم في بلادكم غريبا سننتم فيه أن تنكحوه وأغرموه أربعة دراهم فإن الناس لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك، فذلك الذي حملهم على ما ارتكبوا من الأمر العظيم الذي لم يسبقهم إليه أحد من العالمين.

 

ابتداؤه كان من الرجال في  النساء ثم سرى إلى الرجال ثم من النساء إلى النساء

 عن طاووس. أنه سئل عن الرجل يأتي المرأة في عجيزتها؟ قال: إنما بدأ قوم لوط ذاك، صنعته الرجال بالنساء ثم صنعته الرجال بالرجال

 

عن أبي حمزة قال: قلت لمحمد بن علي: عذب الله نساء قوم لوط بعمل رجالهم؟ قال: الله أعدل من ذلك، استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء.

عن حذيفة قال: إنما حق القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال

من هم قوم لوط وأين كانوا يسكنون؟

قال تعالى {ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين، وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين} سورة الأنبياء : 74-75

القرية التي كانت تعمل الخبائث كانت تسمى سدوم. وعن ابن عباس: كانت سبع قرى، قلب جبريل عليه السلام ستة وأبقي واحدة للوط وعياله، وهي زغر التي فيها الثمر من كورة فلسطين إلى حد السراة؛ ولها قرى كثيرة إلى حد بحر الحجاز

قال محمد بن سيرين: ليس شيء من الدواب يعمل عمل قوم لوط إلا الخنزير والحمار.

 

كيف عوقب قوم لوط؟

 

روي أن جبريل عليه السلام رفع قرى قوم لوط على جناحه حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وصياح ديكتهم ثم قلبها وأمطر عليهم الحجارة

وما أحق مرتكب هذه الجريمة، ومقارف هذه الرذيلة الذميمة، بأن يعاقب عقوبة يصير بها عبرة للمعتبرين، ويعذب تعذيباً يكسر شهوة الفسقة المتمردين، فحقيق بمن أتى بفاحشة قوم ما سبقهم بها من أحد من العالمين أن يصلى من العقوبة بما يكون في الشدة، والشناعة مشابهاً لعقوبتهم، وقد خسف الله بهم القرى وجعل عاليها سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل، واستأصل بذلك العذاب بكرهم ومحصنهم، وصغيرهم، وكبيرهم، ونساءهم ورجالهم جزاء ارتكابهم هذه الفاحشة وسماهم القرآن ظلمة، ظلموا أنفسهم وظلموا الإنسانية كلها بهذا العمل الشنيع، فقال تعالى في كتابه العزيز: {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها، وأمطرنا عليها

حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد}. آية 81، 83 من هود.