طباعة هذه الصفحة
- 1765 زيارة

كيف حقق الرسول الهادي معاني الكرامة الإنسانية في بيته .....جوانب في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

قيم الموضوع
(0 أصوات)

كيف حقق الرسول الهادي معاني الكرامة الإنسانية في بيته .....جوانب في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ، فقد تعمد أعداء الإسلام إخفاء جوانب الرحمة والتواضع المتأصلة في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم كي يتهموا الإسلام متمثلاً في شخص النبي صلى الله عليه وسلم بالإرهاب والقسوة ، لكننا سنشير في هذه المقالة المختصرة إلى بعض المواقف التي حقق بها الرسول صلى الله عليه وسلم مفاهيم الكرامة الإنسانية في بيته مع زوجاته وخدمه فلا تكبر ولا قهر بل تواضع ورحمة ومحبة ولين وعطف وحنو صلوات ربي وسلامه عليه ، ولن نستفيض كثيرا في التعليق على المواقف لأنها كفيلة بالتعبير ابلغ مما سنقوم نحن به .

و سنبين في هذه العجالة صوراً من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

تبين طبيعته الإنسانية البشرية الهينة اللينة من خلال مواقف سجلها التاريخ للرسول صلى الله عليه وسلم.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي".

وكان من أخلاقه صلى اللّه عليه وسلم أنه جميل العشرة، دائم البشر؛ يداعب أهله؛ ويتلطف بهم ويوسعهم بنفقته.

وكان يضاحك نساءه حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي اللّه عنها يتودد إليها بذلك .

وكان يجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها.

وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد، يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار.

وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام، يؤنسهم بذلك صلى اللّه عليه وسلم، وقد قال اللّه تعالى: {لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة}

*عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحمّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلّي صَلاَتَهُ بِاللّيْلِ وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا بَقِيَ الْوِتْرُ أَيْقَظَهَا فَأَوْتَرَتْ. رواه مسلم

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف غضبك ورضاك). قالت: قلت: وكيف تعرف ذاك يا رسول الله؟ قال: (إنك إذا كنت راضية قلت: بلى ورب محمد، وإذا كنت ساخطة قلت: لا ورب إبراهيم). قالت: قلت: أجل، لست أهاجر إلا اسمك. رواه البخاري.

 

وعند مسلم : عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيّ غَضْبَىَ» قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ قَالَ «أَمّا إِذَا كُنْتِ عَنّي رَاضِيَةً، فَإِنّكِ تَقُولِينَ: لاَ. وَرَبّ مُحَمّدٍ وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَىَ، قُلْتِ: لاَ. وَرَبّ إِبْرَاهِيمَ» قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ. وَاللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَهْجُرُ إِلاّ اسْمَكَ.

 

*عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي جَارِيتَانِ تُغَنّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ. فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِراشِ. وَحَوّلَ وَجْهَهُ. فَدَخَل أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي. وَقَالَ: مِزْمَارُ الشّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: «دَعْهُمَا» فَلَمّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا. وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السّودَانُ بالدّرَقِ وَالْحِرَابِ. فَإِمّا سَأَلْتُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. وَإِمّا قَالَ «تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ. خَدّي عَلَىَ خَدّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ» حَتّىَ إِذَا مَلِلْتُ قَالَ: «حَسْبُكِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «فَاذْهَبِي».

 

وفي رواية النسائي من طريق أبي سلمة عنها: ( دخل الحبشة يلعبون فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم فقلت نعم) قال الحافظ بن حجر : إسناده صحيح ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا.

وعَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: ( جَاءَ حَبَشٌ يَزْفِنُونَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي الْمَسْجِدِ. فَدَعَانِي النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. فَوَضَعْتُ رَأْسِي. عَلَىَ مَنْكِبِهِ. فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَىَ لَعِبِهِمْ. حَتّىَ كُنْتُ أَنَا الّتِي أَنْصَرِفُ عَنِ النّظَرِ إِلَيْهم ) متفق عليه.

 

وعند أحمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لتعلم يهود أن في ديننا فسحة إني أرسلت بحنيفية سمحة

 

قال المناوي في فيض القدير:-

وكان أحسن الناس عشرة لهم حتى أنه كان يرسل بنات الأنصار لعائشة يلعبن معها.

وكانت إذا وهبت شيئاً لا محذور فيه تابعها عليه.

وإذا شربت شرب من موضع فمها.

وكان يقبلها وهو صائم.

وأراها الحبشة وهم يلعبون في المسجد وهي متكئة على منكبه.

وسابقها في السفر مرتين فسبقها وسبقته ثم قال هذه بتلك. عن عائشة قالت: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول: هذه بتلك ، رواه الإمام أحمد ، وفي رواية عند الطبراني : فضرب بين كتفي وقال هذه بتلك

وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة .

وفي الصحيح أن نساءه كن يراجعنه الحديث وتهجره الواحدة منهن يوماً إلى الليل ودفعته إحداهن في صدره فزجرتها أمها فقال لها: دعيها فإنهن يصنعن أكثر من ذلك كذا في الإحياء.

وجرى بينه وبين عائشة كلام حتى أدخل بينهما أبا بكر حكماً كما في خبر الطبراني.

وأخرج ابن سعد عن ميمونة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب، فجاء يستفتح الباب، فأبيت أن أفتح له، فقال: "أقسمت عليك إلا فتحت لي" فقلت له: تذهب إلى أزواجك في ليلتي قال: "ما فعلت، ولكن وجدت حقنا من بولي"

عن ثابت عن أنس قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سنة ما قال لي قط ألا فعلت هذا أو لم فعلت هذا. قال ثابت: فقلت يا أبا حمزة إنه كما قال الله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}

 

وأخرج الخرائطي عن أنس قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين فما لامني على شيء يوما من الأيام فإن لامني لائم قال: دعوه فإنه لو قضى شيء لكان.

وعن ثابت عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتى علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي. فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم لحاجة. قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر. قالت: لا تخبرن بسر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أحداً. قال أنس: والله لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا ثابت. رَوَاهُ مُسلِمٌ، وروى البخاري بعضه مختصراً.‏