المميز
  • All
  • الكرامة و حقوق الانسان
  • الطب الاسلامي
  • أدعية
  • الأجر الكبير على العمل
  • الطب الوقائي الإسلامي

دائرة الضوء

الزكاة لصيانة كرامة الإنسان

تشريع الزكاة تشريع يميز هذه الأمة ويحفظ بها للمسكين وللفقير حقه في أن يشعر بكرامته كإنسان بأسلوب كريم لن يجده في أي شريعة أخرى أو في أي نظام دنيوي آخر

ولندخل إلى شيئ من التفصيل في هذا الموضوع

لقد شرع الله عز وجل الزكاة على هذه الأمة لأسباب كثيرة منها ما ظهر لنا ومنها ما احتفظ به الله عز وجل ولم نطلع نحن عليه

فإطعام الفقراء والمساكين وكسوتهم وسترهم من أعظم المهمات التي شرعها هذا الدين وكلف بها أتباعه ؛ قال تعالى :

·      { وأطعموا البائس الفقير} الحج -28

·      وقال : { وأطعموا القانع والمعتر} الحج – 36

·      وقال تعالى : { وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا} النساء - 8

·      وقال عز من قائل : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم }  التوبة – 103 ، والمقصود بالصدقة هنا الزكاة المفروضة في المقام  الأول ثم الصدقات العامة في المقام الثاني

·      وفسر الله تبارك وتعالى وبين من هم أهل هذه الصدقات التي هي الزكاة ثم الصدقات العامة على النحو التالي : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} التوبة - 60

·      وتكرر الأمر في القرآن على ضرورة أداء الزكاة فقال تعالى : { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون} البقرة - 83

·      وربط الله البر الحقيقي بعدد من العبادات والسلوكيات كان منها اداء الزكاة فقال تعالى : { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملآئكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسآئلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} البقرة - 177

·      ووسع الله دائرة المستفيدين من الإنفاق عموما توسيعا أكبر ممن يشملهم نطاق الزكاة كي تعم مظلة البر وتغطي كل من ينبغي إسداء الإحسان له فقال تعالى : { يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم } البقرة -215

·      وفي الغنائم كان للمساكين نصيبهم فقال تعالى : { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير} الأنفال -41

·      وحذر الله تبارك وتعالى من أن تؤثر على إرادتك لإخراج الصدقات أي مؤثرات  بل ربط الله بين حصول المغفرة وهذا الإنفاق فقال تعالى : { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } النور - 22

·      وكذلك في الفيئ حُفِظَ نصيبُ المساكين لأنهم لن يقوم لهم أحد يحمي نصيبهم فحماه الله في تشريعه فقالبتارك وتعالى : { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب} الحشر - 7

·      وأكد الإسلام على ضرورة ان تصل الصدقة إلى مستحقها بأمثل الطرق التي تحفظ كرامته فقال : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير} البقرة 271

 

·      ونبه الله عز وجل على أن هناك طائفة من المساكين والفقراء قد لا ينتبه الناس لهم بسبب حيائهم وعفتهم فوجب البحث عنهم والتعرف على صفاتهم التي بينها القرآن ولذا وجب الاجتهاد في الوصول اليهم لينالوا حقهم الذي شرعه الله لهم فقال عز من قائل : { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم } البقرة - 273

·      وفي الختام طمأن الله كل متصدق وأسعده بخير بشرى ألا وهي أن الله هو بنفسه الذي يأخذ الصدقات فقا وقوله الحق : {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم} التوبة - 104

ولن نستطرد أكثر من هذا في ذكر الآيات الدالة على عظيم ثواب المتصدقين والمؤدين للزكاة كي نمر على بعض الأحاديث النبوية في هذا الصدد فقد ذكرت حكمة من حكم إخراج زكاة الفطر وهي ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : أغنوهم عن الطواف أو السؤال ( يعني المساكين ) في مثل هذا اليوم أي يوم العيد

vومن ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن : ( إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب ، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة ، تؤخذ من أغنيائهم ، فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب ) .

vومنها حديث ابن عمر الشهير في البخاري : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان).

vوقد ربط الفلاح بتأدية عدة أركان منها الزكاة ففي حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في البخاري  قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ، ثائر الرأس ، يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول ، حتى دنا ، فإذا هو يسأل عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خمس صلوات في اليوم والليلة ) فقال : هل علي غيرها ؟ قال : (لا إلا أن تطوع ). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وصيام رمضان) . قال هل علي غيره ؟ قال : (لا إلا أن تطوع) . قال : ( وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة) ، قال : هل علي غيرها ؟ قال : (لا إلا أن تطوع) . قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أفلح إن صدق) .

vوعليها قاتل أبو بكر وأقسم أنه لن يفرق بين الصلاة والزكاة فقد روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده ، وكفر من كفر من العرب ، قال عمر لأبي بكر : كيف تقاتل الناس ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) . فقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه . فقال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق

vوحديث ابن عمر ايضا في البخاري ومسلم  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله) .

vوكان أداء الزكاة من الأعمال الموصلة إلى الجنة فقد روى البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل ، إذا عملته دخلت الجنة . قال : ( تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان)  . قال : والذي نفسي بيده ، لا أزيد على هذا . فلما ولي ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة ، فلينظر إلى هذا).

vوكانت الزكاة من الأمور التي أخذ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة ومن ذلك حديث جرير بن عبد الله في البخاري ومسلم قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم.

vوجاء التحذير الشديد لمن يقصر في أداء الزكاة ففي حديث ابي هريرة عند مسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من صاحب ذهب ولا فضة ، لا يؤدي منها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة ، صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم . فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره . كلما بردت أعيدت له . في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . حتى يقضى بين العباد . فيرى سبيله . إما إلى الجنة وإما إلى النار . قيل : يا رسول الله ! فالإبل ؟ قال : ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها . ومن حقها حلبها يوم وردها . إلا إذا كان يوم القيامة . بطح لها بقاع قرقر . أوفر ما كانت . لا يفقد منها فصيلا واحدا . تطؤه بأخفافا وتعضه بأفواهها . كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها . في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . حتى يقضى بين العباد . فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار . قيل يا رسول الله ! فالبقر والغنم ؟ قال : ولا صاحب بقر ولا غنم يؤدي منها حقها . إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر . لا يفقد منها شيئا . ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها . كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها . في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . حتى يقضى بين العباد . فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار . قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فالخيل ؟ قال : الخيل ثلاثة : هي لرجل وزر . وهي لرجل ستر . وهي لرجل أجر . فأما التي هي له وزر ، فرجل ربطها رياء و فخرا و نواء على أهل الإسلام فهي له وزر . وأما التي هي له ستر . فرجل ربطها في سبيل الله . ثم لم ينسى حق الله في ظهورها ولا رقابها . فهي له ستر . وأما التي هي له أجر . فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام . في مرج وروضة ، فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء . إلا كتب له ، عدد ما أكلت ، حسنات ، وكتب له ، عدد أرواثها وأبوالها ، حسنات . ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب الله له ، عدد آثارها وأرواثها ، حسنات . ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها ، إلا كتب الله له ، عدد ما شربت ، حسنا . قيل : يا رسول الله ! فالحمر ؟ قال : ما أنزل علي في الحمر شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شر يره } )

وكل ما سبق ذكره من آيات وأحاديث إنما يدل على عظم اهتمام الإسلام بأمر الزكاة كي يتحقق التوازن الاجتماعي الذي يحفظ للفقير كرامته الإنسانية ويصونه عن السؤال وتكفف الناس

 

 

أحدث مقالات العيون

Top