- 5071 زيارة

الحمى الروماتيزمية ... ومعظم النار من مستصغر الشرر

قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمى الروماتيزمية ... ومعظم النار من مستصغر الشرر

 

   

    الحمى الروماتيزمية من الأمراض التي يمكن منعها أو التقليل من حدوثها بنسبة كبيرة جدا إذا توافرت البيئة الصحية النظيفة والتي يرى فيها الناس شعاع الشمس إنها البيئة الخالية من الرطوبة والظلام والتي  لامكان فيها للميكروبات.

 

     وكان من المفترض أن تكون مجتمعاتنا الإسلامية هي الأولى في التخلص من هذا المرض لأن ديننا الحنيف يدعو دائما إلى تحقيق البيئة الصحية  ؛ ففي الوقت الذي أوشكت  أمريكا وأوروبا على التخلص تماما من مرض مثل الحمى الروماتيزمية فإن  كثيرا من بلادنا العربية  والإسلامية وخاصة في المجتمعات الفقيرة ذات التهوية السيئة، والتجمعات السكنية التي يطلق عليها العشوائيات أو في مخيمات اللاجئين وما أكثرهم من المسلمين تلك الأماكن المكتظة  والمظلمة وغير الصحية والتي لا ترى الشمس  ما زالت تعاني من مرض يمكن منعه كما قلنا بتطبيق التعاليم الإسلامية التي تتلخص في أمر الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم بتنظيف الأفنية والدور وحرصه على ان ينال كل إنسان حقه في التمتع بالهواء النظيف والشمس والماء النقي .

 

     ويمكنك أخي المتصفح أن تنظر فيما كتبناه في هذا الموقع المبارك عن حق الإنسان في التمتع ببيئة صحية خالية من الأمراض والأوبئة  http://www.medislam.com/index.php?option=com_content&task=view&id=39

 

الميكروب المسبب

هو بكتيريا  الميكروب السبحي أو المكورة السبحية

Gruop A. Beta Haemolytic Streptococci

 

 

 

 

الميكروب السبحي

 

 

طرق حدوث الإصابة

 

    تأتي الإصابة بالحمى الروماتيزمية في أغلب الأحوال كنتيجة تابعة بعد الإصابة بالتهابات اللوزتين أو البلعوم وما أكثر حدوث هذ الإصابات  ولذلك ينبغي الحذر عند حدوث التهابات باللوزتين وعدم الاستهتار في تطبيق العلاج الحاسم  ، وإلا فمن الممكن جدا أن يتطور الحال الى ما هو أسوأ وهو الحمى الروماتيزمية.

 

ما هي الحمى الروماتيزمية؟

 

    الحمى الروماتيزمية  مرض يصيب الأطفال من سن 5- 15 عاما ولكن ليس هناك مانع من أن يصسيب الكبار أيضا

يصيب  هذا المرض نوعا من أنسجة الجسم يسمى بالأنسجة الضامة ( Connective tissues) وهي التي تتواجد بين العضلات  وبين العظام  وبين أعضاء الجسم المختلفة ، ووظيفتها ربط  أعضاء الجسم بعضها ببعض وضمها ليتكون  هذا القوام الذي خلقه الله في أحسن تقويم.

والنسيج الضام منتشر في جميع أرجاء الجسم وله أمراضه الخاصة التي تصيبه والتي تشتهر عند الناس تحت احد مصطلحين كبيرين وهما الروماتيزم ونقص المناعة.

ولأن انتشار هذا النسيج في الجسم كبيرا جدا فإن إصابة مكان واحد منه من الممكن أن تؤدي إلى إصابة مساحات كبيرة جدا ومنتشرة الأرجاء في الجسم كله وبسرعة ومن هنا تأتي معاناة من يبتلون بالتهابات في الأنسجة الضامة.

و الحمى الروماتيزمية  هي أحد الأمراض التي يتأثر فيها النسيج الضام في الجسم في بعض الأماكن مثل القلب والجلد والمخ والمفاصل وأجزاء أخرى..

إذن عادة ما تكون البداية التهاب باللوزتين Tonsillitis أو البلعوم  Pharyngitis أو احتقان الحلق Sore throat





 

التهابات الحلق قد تؤدي إلى الحمى الروماتيزمية

 

 

خطورة التهابات الحلق واللوزتين:

 

     قد يحدث  تدهور في مناعة الجسم أثناء الإصابة بالتهابات اللوزتين او البلعوم مما يؤدي الى حدوث الحمى الروماتيزمية والتي تحدث نتيجة إصابة الجسم بميكروب المكورة السبحية مما يتسبب في اصابات عدة منها اصابة عضلات القلب وصماماته وإصابات المفاصل وإصابات بالجلد أيضا على تفصيل نذكره لكم الآن

 

 

تسلسل الأحداث

 

      عقب الإصابة بالتهابات في اللوزتين أو البلعوم  يبدأ الطفل في الشعور بآلام في المفاصل  ربما تكون في مفصل واحد أو تتنقل من مفصل  إلى آخر  ( Fleeting Arthritis) أو تصيب عددا من المفاصل في نفس الوقت  حيث تتورم المفاصل وتصبح حركتها مؤلمة

وقد تحدث هذه الآلام بعد أسبوع من الإصابة الأصلية أو في فترة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابع

وترتفع درجة الحرارة في عموم الجسم

ثم تبدأ هذه الأعراض في الاختفاء خلال بضعة أيام 

وتكمن الخطورة في أنه إذا لم تعالج هذه النوبة بجدية فإن مفاصل أخرى تصاب بالالتهاب ويصبح تكرار الحالة أمرا معتادا  ثم تبدأ صمامات القلب في التأثر بالميكروب مما يحدث فيها تلفا مزمنا عبارة عن تلف بتلك الصمامات   مثل الصمام الميترالي وصمام الأورطى مما يعرقل حركة ضخ الدم من وإلى القلب ومن اشهر الأمراض الناتجة عن هذا الأمر مرض تلف الصمام الميترالي وتضيقه نتيجة الإصابة بالحمى الروماتيزمية ومن  علامات إصابة القلب تسارع دقاته  وتضخم حجمه ووجود أصوات غير طبيعية لدى سماع الطبيب لأصوات القلب (Murmers ) – ( Rub )

 

 

 

 

هذه الصورة ليست صورة لوردة جميلة إنما هي صورة لتضيق واضح بالصمام الميترالي

 ( الصورة ملتقطة من الأذين الأيسر- منظر علوي )

 

 

أعراض الحمى الروماتيزمية :

 

     تنقسم الأعراض إلى أعراض كبرى وأعراض صغرى

 

الأعراض الكبرى

خمسة أعراض رئيسية :

1-     التهاب عضلة القلب( Cardidtis

2-    التهاب المفاصل ( Arthritis)

3-    الاحمرار الجلدي ( Eryehema marginatum )

4-    الكتل الموجودة تحت الجلد                                 (Subcutaneous nodules)

5-    الحركات اللاإرادية المميزة والتي يطلق عليها علميا مصطلح "الكوريا "  (Chorea)

أولا :التهاب عضلة القلب:(Carditis)

 يشتكي المريض حين ذاك بهبوط شديد وتعب وصعوبة في التنفس..وعند الفحص يمكن سماع أصوات حركة صمامات القلب  المرضية التي تسمى باللغط ( Murmur) وخصوصا الصمام الميترالي ثم الأورطى وكذا أصوات الرئتين ، ومع تطور الحالة بمرور الوقت يحدث تضخم بالقلب.

ثانيا :  التهاب المفاصل: (Arthritis)

     وتتميز هذه الالتهابات بوجود تورم وألم و احمرار و سخونة بالمفاصل ، كما تصبح حركة المفاصل  صعبة ومؤلمة بسبب هذا  الالتهاب ....وكما سبق أن ذكرنا فإن طبيعة هذه الالتهابات أنها متنقلة  من مفصل إلى آخر حيث  لا يستمر الالتهاب  في المفصل أكثر من أسبوع ثم ينتقل لمفصل آخر  ( Fleeting Arthriris) كما يتحسن الالتهاب  بصورة كبيرة جدا مع الأسبرين

 

ثالثا :  الإحمرار الجلدي: (Erythema Marginatum)

    وهو عبارة عن إحمرار في الجلد يتميز باحمرار أطراف دائرة الالتهاب أكثر من المنتصف كما أنه غير مؤلم ولا تصاحبه حكة.

 

 

 

 

صورة للاحمرار الجلدي الروماتيزمي

الصورة نقلا عن : http://www.health.gov.mt/impaedcard/issue/issue11/1231/1231.htm

 


 

صورة أقرب لبقعة حمراء وتبدو الأطراف أكثر احمرارا من المنتصف

الصورة نقلا عن : http://www.health.gov.mt


رابعا :الكتل تحت الجلد: (Subcutaneous nodules)

     هي عبارة عن كتل أو عقد غير مؤلمة صغيرة الحجم تحت الجلد في مناطق معينة كالركب و المرافق ..(فوق العظام البارزة ). وهذه العقد من المظاهر الكبرى للحمى الروماتيزمية لكنها ليست شائعة الحدوث

 

 

 

السهمان يشيران لعقد روماتيزمية في الذراع

 

 

 


السهمان يشيران لعقد روماتيزمية على يمين العمود الفقري

الصورتان نقلا عن medicalpics.blogspot.com

 

 


خامسا :الحركات اللاإرادية: (Rheumatic Chorea)  

    وتسمى أيضا Sydenham’s chorea وهي عبارة عن حركات لا إرادية تظهر اكلينيكيا على شكل عدم القدرة على الكتابة والإمساك بالقلم  أو وقوع الأكواب  أو الأطباق من يد الطفل ، وهي موجودة في معظم مفاصل وعضلات الجسم حتى الوجه وقد يسبق حدوث هذه الحركات نوع من الانفعال العصبي أو اضطراب الحالة النفسية.

 

ولسهولة حفظ الأعراض الكبرى للحمى الروماتيزمية يمكن جمعها في كلمة Cancer

التهاب القلب =Carditis= C

النهاب المفاصل = Arthritis= A

العقد تحت الجلد= Nodules = N

الكوريا أو الحركات اللا ارادية=  Chorea = C

الاحمرار الجلدي = Erythema  =  ER

الأعراض الصغرى:

تتمثل في :

 1- الحمى

 -2- آلام في المفاصل ولكن بدون تورم

 3- تغيرات في رسم القلب الكهربائي

-4 تغيرات في الفحوصات المعملية

 حيث يزيد عنصر Creactive protein وتزيد سرعة الترسيب ESR

5- وجود تاريخ سابق للإصابة بحمى روماتيزمية أو مرض سابق بالقلب

التحاليل المخبرية المتعلقة بالحمى الروماتيزمية:

 

1-    ارتفاع نسبة سرعة الترسيب  Erythrocytic sedimentation rate  علما بان ارتفاع سرعة الترسيب لا يعتبر علامة تشخيص أكيدة لأنه يحدث في كثير من الأحوال الأخرى غير الحمى الروماتيزمية

2-    ارتفاع عنصر ASOT أو ما يسمى تفصيلا Anti Strepto lysin:  O titre  

وهي أجسام مضادة لبكتريا المكورة السبحية في الدم

3-    وجود بروتين خاص يسمى CRP أو C Reactive Protein

4-    وجود الميكروب السبحي في مسحة الحلق   Group A – Beta hemolytic streptococci

5-    ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء

 

تأكيد التشخيص:

 

يتأكد التشخيص بوجود أمر من الأمور التالية :

1-    وجود دليل مخبري من التحاليل مع عرضين من الأعراض الكبرى

2-    أو وجود دليل مخبري مع وجود عرض واحد على الأقل من الأعراض الكبرى مع عرضين من الأعراض الصغرى

3-    وغير هذا لا يعتبر كل من يعاني من التهابات في الحلق او البلعوم مصابا بالحمى الروماتيزمية

 

العـلاج :

 

في حالة الطور الحاد:

1-    يجب الراحة التامة في الفراش حتى تزول الحمى ويرجع معدل ضربات القلب الى العد الطبيعي وسرعة الترسيب الى المعدل الطبيعي

2-    كما يقوم الطبيب بإجراءات أخرى  حسب حالة الطفل المصاب كإعطاء الأسبرين وغير ذلك مما نترك الحديث عنه لدور الطبيب

 

بعد انتهاء مرحلة الطور الحاد :

     تكون الوقاية والعلاج أمرين متلازمين حيث سنوضح ضمن حديثنا عن الوقاية هذا الأمر


الوقـاية :

 

    تنقسم الوقاية من الحمى الروماتيزمية إلى ثلاثة أقسام حسب التسلسل الزمني لحدوث المرض:

 

أولا : مرحلة ما قبل حدوث المرض  :

* يجب من البداية اختيار السكن الصحي المناسب الذي تدخله الشمس .

* تجنب التجمعات البشرية المزدحمة ،وعند حدوثها بطريقة اضطرارية كما هو الحال مع اللاجئين فيجب الإصرار على التعرض للشمس والهواء النقي لأكبر فترة متاحة.

* الحرص على تغطية الفم عند السعال والعطاس  وعدم السماح بنشر الرذاذ المتطاير مع العطاس والسعال بين الناس ، وهو مصداق التوجيهات النبوية في هذه الأمور كما سبق وان ناقشنا ذلك في التعاليم الصحية الوقائية الإسلامية على هذا الرابط :

http://www.medislam.com/content/view/47/43/

علما بأن هذا الرابط كان قد كتب للتوقي من انفلونزا الطيور ولكن معظم ما كتب فيه يصلح للوقاية من الأمراض المعدية عموما وخصوصا الأمراض التي تنتشر عن طريق الرذاذ

 

ثانيا : مرحلة ما بعد الإصابة بالتهابات اللوزتين وتأتي بالعلاج الحاسم لالتهابات اللوزتين والبلعوم وعدم التهاون في هذا الأمر وهذه المرحلة تسمى طبيا مرحلة الوقاية الأولية

ثالثا :ما يسمى بمرحلة الوقاية الثانوية والهدف منها منع اصابة القلب وذلك عن طريق البنسلين طويل الأمد  بشكل متواصل لمن سبق لهم الإصابة وتأثروا بها ويستمر إعطاء هذا البنسلين طويل المفعول حتى سن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين ولكن يكون هذا طبق ما يصفه الطبيب المعالج الذي يباشر حالة الطفل وبعد تأكد وثبوت الإصابة بالحمى الروماتيزمية من خلال الفحص الإكلينيكي والفحوصات المخبرية

 

Top