- 146 زيارة

ورش

قيم الموضوع
(0 أصوات)

اسمه:

عثمان بن سعيد بن عبد الله، أبو سعيد القبطي المصري ، الملقب بورش، شيخ القراء المحققين وإمام أهل الأداء المرتلين ،ولد سنة (١١٠هـ) بمصر، وكان في أول أمره رَآّساً، فلذلك يقال له الرواس  أي الشخص الذي يشتغل ببيع رؤوس الغنم ثم اشتغل بالقرآن والعربية فمهر فيهما، قال أبو يعقوب الأزرق : إن ورشًا لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ يسمى مقرأ ورش، رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع بن أبي نعيم في سنة (١٥٥ هـ ).
قال ورش خرجت من مصر لأقرأ على نافع فلما وصلت الى المدينة صرت إلى مسجد نافع فإذا هو لا تطاق القراءة عليه من كثرتهم وإنما يقرئ ثلاثين فجلست خلف الحلقة وقلت لإنسان: من أكبر الناس عند نافع؟ فقال لي: كبير الجعفريين فقلت: فكيف لي به؟ قال: أنا أجيء معك إلى منزله، وجئنا إلى منزله، فخرج شيخ فقلت: أنا من مصر جئت لأقرأ على نافع فلم أصل إليه وأخبرت أنك من أصدق الناس له وأنا أريد أن تكون الوسيلة إليه فقال: نعم وكرامة وأخذ طيلسانه ومضى معنا إلى نافع وكان لنافع كنيتان أبو رويم وأبو عبدالله فبأيهما نودي أجاب فقال له الجعفري: هذا وسيلتي إليك جاء من مصر ليس معه تجارة ولا جاء لحج إنما جاء للقراءة خاصة فقال: ترى ما ألقى من أبناء المهاجرين والأنصار فقال صديقه: تحتال له فقال لي نافع: أيمكنك أن تبيت في المسجد؟ قلت: نعم. فبت في المسجد فلما أن كان الفجر جاء نافع فقال: ما فعل الغريب؟ فقلت: ها أنا رحمك الله. قال: أنت أولى بالقراءة. قال: وكنت مع ذلك حسن الصوت مدادًا به فاستفتحت فملأ صوتي مسجد رسول الله ﷺ فقرأت ثلاثين آية فأشار بيده أن اسكت فسكت فقام إليه شاب من الحلقة فقال: يا معلم أعزك الله نحن معك وهذا رجل غريب وإنما رحل للقراءة عليك وقد جعلت له عشرًا واقتصر على عشرين فقال: نعم وكرامة فقرأت عشرًا فقام فتى آخر فقال كقول صاحبه فقرأت عشرًا وقعدت حتى لم يبق له أحد ممن له قراءة فقال لي: اقرأ فأقرأني خمسين آية فما زلت أقرأ عليه خمسين في خمسين حتى قرأت عليه ختمات قبل أن أخرج من المدينة.

 

صفته ولقبه:

وكان أشقر أزرق العينين أبيض اللون قصيرًا هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة، وعن يونس بن عبد الأعلى قال : كان ورش جيد القراءة حسن الصوت، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه.
وقيل : إنَّ نافعًا لقبه بالورشان ، لأنه كان على قصره يلبس ثيابًا قصارًا، وكان إذا مشى بدت رجلاه، وكان نافع يقول: (هات يا ورشان ! واقرأ يا ورشان ! وأين الورشان؟) ثم خفف فقيل : ورش ، والورشان : طائرمعروف وقيل : إن الورش شيء يصنع من اللبن لقب به لبياضه، ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به ولم يكن أحب إليه منه فيقول: (أستاذي سماني به)، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه ، فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته في التجويد.

 

تلاميذه:

عرض عليه القرآن أحمد بن صالح، وداود بن أبي طيبة، وأبو الربيع سليمان ابن داود المهري، وعامر بن سعيد أبو الاشعث الجرشي، وعبد الصمد بن عبدالرحمن بن القاسم، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المكي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبو يعقوب الأزرق، وعمرو بن بشار.

وقد اختار ابن الجزري في النشر لورش إِحْدَى وَستينَ طَرِيقًا: خَمْسًا وَثَلَاثُينَ طَرِيقًا إِلَى الْأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ، وسِتًّا وَعِشْرِينَ طَرِيقًا إِلَى الْأَصْبَهَانِيِّ

فقال: وَقَرَأَ غَزْوَانُ وَالشَّذَائِيُّ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ شَنَبُوذَ، وَقَرَأَ هُوَ وَالْأَهْنَاسِيُّ وَالْمَوْصِلِيُّ وَالْخَوْلَانِيُّ وَابْنُ هِلَالٍ وَابْنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَالْخَيَّاطُ وَابْنُ أُسَامَةَ، ثَمَانِيَتُهُمْ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو النَّحَّاسِ الْمِصْرِيِّ، (فَهَذِهِ) تِسْعَ عَشْرَةَ طَرِيقَةً إِلَى النَّحَّاسِ.

وَقَرَأَ الْأَهْنَاسِيُّ وَابْنُ مَرْوَانَ وَأَبُو عَدِيٍّ عَلَى أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التُّجِيبِيِّ الْمِصْرِيِّ، (فَهَذِهِ) سِتَّ عَشْرَةَ طَرِيقًا إِلَى ابْنِ سَيْفٍ

وَقَرَأَ ابْنُ سَيْفٍ وَالنَّحَّاسُ عَلَى أَبِي يَعْقُوبَ يُوسُفَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَسَارٍ الْمَدِنِيِّ، ثُمَّ الْمِصْرِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْأَزْرَقِ، وَهَذِهِ خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ طَرِيقًا إِلَى الْأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ.

وَقَرَأَ الْمُطَّوِّعِيُّ وَهِبَةُ اللَّهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ شَبِيبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ الْأَسَدِيِّ الْأَصْبَهَانِيِّ. فَهَذِهِ سِتٌّ وَعِشْرُونَ طَرِيقًا إِلَى الْأَصْبَهَانِيِّ.

وَقَرَأَ الْأَصْبَهَانِيُّ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ وَرْشٍ وَأَصْحَابِ أَصْحَابِهِ، فَأَصْحَابُ وَرْشٍ أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ سَعْدٍ الرِّشْدِينِيُّ وَيُقَالُ: ابْنُ أَخِي الرِّشْدِينِيِّ وَهُوَ ابْنُ ابْنِ أَخِي رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ وَأَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمَالِكِيُّ وَأَبُو الْأَشْعَثِ عَامِرُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَرَسِيُّ بِالْمُهْمَلَاتِ، وَأَبُو مَسْعُودٍ الْأَسْوَدُ اللَّوْنِ الْمَدَنِيُّ

وَسَمِعَهَا مِنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيِّ، وَأَمَّا أَصْحَابُ أَصْحَابِ وَرْشٍ فَأَبُو الْقَاسِمِ مَوَّاسُ بْنُ سَهْلٍ الْمُعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ وَأَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ زِيَادٍ الْحَمْرَاوِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْجُنَيْدِ الْمَكْفُوفُ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ

وَيُقَالُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي طَيْبَةَ الْمِصْرِيُّ، وَقَرَأَ مَوَّاسٌ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى وَدَاوُدَ بْنِ طَيْبَةَ، وَقَرَأَ الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ عَلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُتَقِيِّ، وَقَرَأَ الْمَكْفُوفُ عَلَى أَصْحَابِ وَرْشٍ الثِّقَاتِ، وَقَرَأَ ابْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي طَيْبَةَ عَلَى أَبِيهِ

وَقَرَأَ أَبُو يَعْقُوبَ الْأَزْرَقُ وَسُلَيْمَانُ الرِّشْدِينِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ وَعَامِرٌ الْحَرَسِيُّ وَالْأَسْودُ اللَّوْنِ وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي طَيْبَةَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ الْعُتَقِيُّ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ مَوْلَاهُمُ الْقِبْطِيِّ الْمِصْرِيِّ الْمُلَقَّبِ بِوَرْشٍ، (فَهَذِهِ) إِحْدَى وَسِتُّونَ طَرِيقًا لِوَرْشٍ

وَقَرَأَ قَالُونُ وَوَرْشٌ عَلَى إِمَامِ الْمَدِينَةِ وَمُقْرِئِهَا أَبِي رُوَيْمٍ، وَيُقَالُ أَبُو الْحَسَنِ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ اللَّيْثِيُّ مَوْلَاهُمُ الْمَدَنِيُّ، (فَذَلِكَ) مِائَةٌ وَأَرْبَعٌ وَأَرْبَعُونَ طَرِيقًا عَنْ نَافِعٍ

 

وفاته:

توفي سنة( ١٩٧ هـ) في الوجه القبلي من أرض الصعيد بمصر عن سبع وثمانين سنة.

 

 

 

Top