- 6233 زيارة

حقوق أساسية لاستيفاء معنى الكرامة الإنسانية

قيم الموضوع
(0 أصوات)

حقوق أساسية لاستيفاء معنى الكرامة الإنسانية

مقــدمة

·        هناك حقوق أساسية  لا يمكن لمفهوم الكرامة الإنسانية أن يتحقق بدونها ؛ فلا اعتبار لكرامة الإنسان إذا أهدر حقه في الحياة فصار مهدداً في كل لحظة بالقتل مثلاً

·        ولا قيمة لكرامة الإنسان إذا فقد حقه في الحرية بسائر أنواعها : حرية التعبير عن الرأي ، حرية الاعتقاد ، حرية السفر والانتقال ،حرية تقرير المصير ، حرية اختيار شريك الحياة ..إلخ.

·        وتنهدم معاني الكرامة الإنسانية إذا فقد الإنسان حقه في العيش بأمن وسلام وصار ملاحقاً بكابوس الطرد والإبعاد والتشريد ، تحاصره ليل نهار ضورة خيام اللاجئين في العراء.

·        وإذا جُوِّعَ الإنسان أو حرم من الماء فأنى لمثله أن يتشح بوشاح الكرامة الإنسانية وهو يلهث خلف قطرة ماء لا تعرف إلا التلوث لها شعاراً ، أو تراه يتقاتل مه أخيه على كسرة خبز عفنة عرفت كيف تختبئ في حاوية قمامة اتخذتها القطط مرتعاً لها ، فهنيئاً لمثل هذا  إذا استطاع أن يظفر من بين أنياب قطة جائعة مثله بعظمة التصقت بها آثار من لحم تفنن آكلوه في إفنائه،فهل يعرف هذا الإنسان أي قيمة للكرامة الإنسانية؟

·        وحق الإنسان في استنشاق الهواء النقي - كما استنشقه آباؤه وأجداده – بات حقاً ضائعاً بسبب ما جناه الإنسان على أخيه الإنسان من تلويث للبيئة ضيق ما ضاق أصلاً من شعب هوائية ، عوادم سيارات ، دخان مصانه ، نفايات نووية ملوثة ورماد تبغ يحرقه الملايين في وجوه الملايين الآخرين من بني جنسهم.

·        وإذا نظرنا إلى أحد الأسباب التي قوضت بناء الكرامة الإنسانية وألجأت الكثير من بني البشر إلى ذل بيع الأعراض فهو فقدان الإنسان في كثير من البلدان لحقه في التمتع بأسباب الصحة ووسائل التداوي والعلاج.

·        أما حق التقاضي والتمتع بفرص عادلة في التحاكم وهو – وإن كان يبدو للعيان كأنه مكفول لجميع البشر – إلا أن الواقع كذب ذلك تماماً وفضخه فقانون محاكم التفتيش صار هو الأصل في التخلص من كل مخالف في الرأي وشريعة الكيل بمكيالين صارت مهيمنةعلى معظم نزاعات البشر التي يتحاكم فيها فريقان لحكم هو في الواقع هو أحد الخصمين وهو الخصم القوي دائماً ، وغدا كثير ممن لا ظهر لهم يقويهم أو شوكة تحميهم يعلمون أن نبدأ التقاضي وانتظار العدالة هو ضرب من ضروب المستحيل إذا كان خصمك ذا سلطان.

·        وهذا هو حق المسكن والمأوى بات حلماً من أحلام الخيال لدى أجيال متلاحقة من شباب حولهم فقد السكن إلى شيوخ وعجائز حرموا من أولى أولويات الكرامة الإنسانية وهو أن يأوي الإنسان إلى زوج يسكن إليه يتبادل معه شعور المودة والرحمة والحب ، كيف يتسنى هذا في ظل غياب المسكن والمأوى الذي يجمع هذه الأجيال الشابة التي تتأجج جذوة الشهوة بين جنباتهم ، حينئذ ومع استمرار هذا الضياع وانعدام الأمل في الأفضل تتساقط مفاهيم الكرامة الإنسانية وينزلق الشاب في مهاوي الرذيلة وتعبث الفتاة أو تسمح للآخرين أن يعبثوا بفاتن جسدها.

·        وحق التعليم الذي حثت عليه جميع الشرائع والأعراف والمواثيق نراه الأن يسلب من أطفال  أنزلهم آباؤهم إلى سوق العمل ليرتموا تحت هيكل سيارة تحت الإصلاح أو يقفوا أمام لهب النار في أفران الخبز أو يتنكبوا الطرقات لهثاً وراء من يشتري صحفا كلف ببيعها على قارعة الطريق  ، أو وظفوا في مافيا التسول ، أطفال حرموا من التعليم وأميون يشكلون عبئاً على مسيرة البشرية وحائلاً دون تقدمها ، لِمَ سلبوا حقهم في التعليم ومن جردهم من الكرامة الإنسانية التي حباهم الله إياها؟!!

·        لكل هذه الأسباب كان حديثنا عن الإسلام القويم الذي جاء ليرسخ كل تلك الحقوق والمفاهيم ويحث عليها ، ويؤكد على ضرورة اكتمالها لدى بني البشر ، بل ويحول العمل على إتمام هذه الحقوق التي تحفظ الكرامة الإنسانية – يحولها من عمل دنيوي بحت إلى عمل أخروي ينال فاعله عليه الثواب

 

Top