طباعة هذه الصفحة
- 2795 زيارة

حق الإنسان في العيش بسلام

قيم الموضوع
(0 أصوات)

حق الإنسان في العيش بسلام

الإسلام هو دين السلام والأمن والاطمئنا، ولا اعتبار لكرامة الإنسان عندما يبيت غير آمن مهددا في نفسه وماله وعرضه فالخوف عدو الكرامة الإنسانية اللدود

ولننظر في آيات القرآن الكريم في معرض امتنان الرب جل وعلا على قريش حيث اختصهم بنعمة الأمن بعد الخوف ؛فيقول الرب جل وعلا : لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ]

وقال تعالى : [أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون]

*وفي معرض ذكر دعوة خليل الله إبراهيم عليه السلام دلالة واضحة على ما يشكله الأمن والاستقرار من نعمة قال تعالى  : { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا}

وقال تعالى : {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا}

* وقد امتن الله على عباده المؤمنين الموعودين بالتمكين في الأرض أن يبدلهم من بعد خوفهم أمناً ، قال تعالى : {  وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَف الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }  {النور : 55}

* وكذلك امتن الله على عباده الصالحين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بوعده إياهم بدخول المسجد الحرام آمنين لابسين ثياب الإحرام مستمتعين بالطواف حول بيته متسربلين بنعمة الأمن بعد الخوف ، قال تعالى : { لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِين لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [ الفتح :27].

ولطالما أعاق الخوف مسيرة الإنسانية ولطالما كان الأمن والسلم هما أمل كل مخلوق يسير على وجه البسيطة ، لهذا كان أول ما خاطب به الرسول صلى الله عليه وسلم أهل المدينة حينما ارتحل إليها هو قول أفشوا السلام يروي لنا عَن عَبْد اللّه بْن سلام؛ قَالَ:لما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ المدينة انجفل الناس إليه. وقيل: قدم رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فجئت في الناس لأنظر إليه. فلما استبنت وجه رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. فكان أول شيء تكلم به، أن قال (يا أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ).

·        وجعل السلام واحداً من أهم أسباب إشاعة المحبة بين بني الإنسان  كما ورد  في في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حتَّى تحابُّوا، أوْلا أدُلُّكُمْ على شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ"

* وحث الإسلام على أن نلقي السلام على عرفنا ومن لم نعرف فقد ورد في صحيحي البخاري ومسلم، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما؛ أنَّ رجلاً سأل رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أيُّ الإِسلام خَيْرٌ؟ قال: "تُطْعِمُ الطَّعامَ، وَتَقْرأُ السَّلام على مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ".

 وأمر القرآن أتباعه بضرورة إلقاء السلام قبل دخول البيوت ، فقال تعالى في سورة النور : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرو} [ النور :27].

بل هناك ما هو أكثر من ذلك فقد أمرنا في ديننا أن نسلم على أهل بيتنا إذا دخلنا حتى لو لم نجد أحداً حال دخولنا ، قال النووي في كتاب الأذكار : ( يستحبّ أن يقول: باسم اللّه، وأن يكثر من ذكر اللّه تعالى، وأن يسلّمَ سواء كان في البيت آدميّ أم لا، لقول اللّه تعالى: {فإذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا على أنْفُسِكُمُ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللّه مُبَارَكَةً طَيِّبَةً}[النور:61]. ) أ.هـ

وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الأمر بإشاعة السلام  كان مما تلقاه آدم عليه السلام من تعاليم من الله  فقد روى البخاري ومسلم والنص للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك من الملائكة، فاستمع ما يحيونك، تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن).

وقد تشبع الصحابة فهماً وحباً وتنفيذاً للأوامر الربانية والنبوية الكثيرة في شأن السلام ومن ذلك قصة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما والتي رواه الإمام مالك في الموطأ بإسناد صحيح عن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد اللَّه بن عمر فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد اللَّه على سَقَّاطٍ (بياع السَّقَطِ، وهو رديءُ المتاع) ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه. قال الطفيل: فجئت عبد اللَّه بن عمر يوماً فاستتبعني إلى السوق فقلت له: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق؟ وأقول: اجلس بنا ههنا نتحدث. فقال: يا أبا بطن (وكان الطفيل ذا بطن) إنما نغدو من أجل السلام نسلم على من لقيناه.

وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن سلام المرء على أهل بيته يستجلب البركة في المكان  فعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: " يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك" رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح .

وقد ضمن الإسلام لكل من يعيش في ديار الإسلام حق العيش بأمن وسلام ولو كان على غير ملة الإسلام فهم ما لنا وعليهم ما علينا

 

البنود ذات الصلة (بواسطة علامة)