- 2398 زيارة

حق الإنسان في الحياة

قيم الموضوع
(0 أصوات)

حق الإنسان في الحياة كمبدأٍ رئيسي

في ترسيخ مفهوم الكرامة الإنسانية

 * قد يكون من الغريب أن نطرح هذا الحق –حق الحياة – كمفهوم لترسيخ الكرامة الإنسانية ، لكن الواقع هو الذي ألجأنا إلى إدراج حق الإنسان في الحياة ضمن موسوعة الكرامة الإنسانية التي نحن بصددها  ، فلا كرامة بلا حياة ، وإن كان –وللأسف- توجد عند كثير من الناس حياة بلا كرامة.

*فكيف ينعم الإنسان بالكرامة الإنسانية ؟ وأخوه من بني الإنسان يهدده بالقتل بل يقتله كل حين ..كم صنعوا من وسائل لقتل الإنسان – مدافع وصواريخ ، طائرات وبوارج ، قاذفات وألغام ، قنابل ذكية وأخرى غبية ! ، أمم أبادوها بقنابلهم الذرية وأخرى بقنابل الباريوم الحرارية التي غالباً ما يشار إليها بالقنابل الفراغية التي بإمكانها إسقاط الجدران وامتصاص الأوكسجين من الفضاءات المغلقة، وغيرها بالأسلحةالكيميائية و الجرثومية ، أزهقوا الأرواح وبددوا مع الآلام آمالاً كانت تعيشها تلك الأجساد التي أبادوها ، هكذا عبث الإنسان بما حباه الله من عقل ليستخدمه في الخراب والإفساد ، ولكن انظر  أخي القارئ إلى الطريقة التي  تعامل بها الإسلام مع حق الإنسان في الحياة  بما سنه من تشريعات تشدد على حرمة حياة الإنسان

*  نعرف جميعاً ما للكعبة عند المسلم من حرمة وتعظيم ، ونعرف جميعاً كيف يمكن أن تنبري جموع المسلمين الهادرة دفاعاً عن الكعبة إذاحاول أي عابث حقود أن يهدمها ، ولكن اقرأ معي الآن هذه الأحاديث لرسول اله صلى الله عليه وسلم : أخرج البيهقي عن ابن عباس قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقال "مرحبا بك من بيت، ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك أورده الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 3420 وقال : إسناده حسن ورجاله ثقات".

وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه نظر إلى الكعبة فقال: لقد شرفك الله وكرمك، والمؤمن أعظم حرمة منك".

وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر قال "لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلها بوجهه، وقال: أنت حرام ما أعظم حرمتك، وأطيب ريحك، وأعظم حرمة عند الله منك المؤمن

وكلنا يعرف ما للدنيا في القلوب من مكانة وكيف تتعلق بها الأنفس  فعليها نحيا وندُب ونمشي وننام ونقوم ونأكل ونشرب ، ونتزوج ونتناسل ولها نأنس ولكن انظر لما رواه الترمذي، والنسائي  عن عبد اللّه بن عمرو أن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: ((لزوال الدنيا أهون على اللّه من قتل رجل مسلم ))

وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد في الاجتماع الفريد الحاشد الذي التقى فيه بأمته كلها وهم في أعظم مواقف مراعاة الحرمات والإجلال  والاستعداد للانصياع للأوامر فقد كانوا جميعا متلبسين بنسك عظيم  ألا وهو الحج  لابسين ثيابا واحدة  واقفين في صعيد واحد ، متوجهين لرب واحد ، كل ما يتمنونه حينئذ أن يتقبل الله منهم نسكهم...في وسط هذه الأجواء  وبين هذا العدد الهائل من المسلمين ، أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يؤكد على قيمة النفس وكرامتها عند الله وحرمة إزهاق الروح وسفك الدماء فقال مستهلاً بسؤالهم أولاً لإثارة انتباههم : ((تدرون أي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى، قال: أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: أليس ذي الحجة؟ قلنا: بلى، قال: أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال: أليست البلدة الحرام؟ قلنا: بلى: قال: "فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) . أخرجه البخاري .

وهنا تتجلى قيمة الحياة فهي عند الله كحرمة البيت الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام فغدا من يعتدي على هذه الحياة كمن استهوته الشياطين  فأغرته بالاعتداء في البلد الحرام  وفي الشهر الحرام على البيت الحرام الذي قال الله تبارك وتعالى في حقه : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (الحج: 25).

وهكذا ينقل الإسلام كل البشرية من جاهلية امتهان الحياة والتعدي على الأرواح وسفك الدماء  إلى عظمة احترام النفس وحرمة الاعتداء على الروح وتقديس الكرامة الإنسانية

وتتابع الآيات القرآنية في تحريم قتل النفس التي حرم الله قها هي سورة الأنعام تتابع فيها الأوامر الربانية والتحذيرات الإلهية من اقتراف جريمة القتل ؛ قالتعالى : { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الأنعام: 151 }

وتأتي سورة الإسراء لتؤكد على نفس الأمر وتبين خطورته ؛ قال تعالى : { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} (الاسراء: 33)

وفي سورة الفرقان تحذير شديد وبيان للعذاب الأليم والخزي الذي سيلحق بقاتل النفس التي حرم الله ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} (الفرقان: 68)

ويأتي القرآن الكريم ليوضح أنه ليس من المعقول  أو المقبول بتاتاً أن يقتل مؤمن مؤمناً إلا أن يكون ذلك بطريق الخطأ ؛ قال تعالى : )وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:92)

وكما رأيت كيف رتب الإسلام على قتل الخطأ مثل هذه الدية المغلظة رغم أن الأمر جاء عن طريق الخطأ ، كل هذا إنما هو لبيان حرمة النفس وقيمة الروح ومعنى الكرامة الإنسانية

وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من اقتتال كان يخشى حدوثه بعد وفاته تزهق فيه الأرواح وتمتهن فيه معاني الكرامة الإنسانية فقال صلى الله عليه وسلم : ((لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )) رواه البخاري ومسلم ، وما هذا إلا لتعظيم حق مل إنسان فب الحياة باعتبارها أول دليل على الكرامة الإنسانية

فالحفاظ على الحياة حق من حقوق كل إنسان ولكن هناك فرق كبير بين رؤية دين الإسلام لهذا الحق ورؤية الحضارة الغربية له ؛ يقول الدكتور محمد عمارة : في كتابه " العطاء الحضاري للإسلام" : ( فالحفاظ على الحياة بنظر فكرية الحضارة الغربية هو " حق " من حقوق الإنسان ..لكن لصاحب هذا " الحق " حرية التنازل عنه بالاختيار..ولذلك لاتجرم هذه الحضارة من يتنازل عن حقه بالانتحار ..أما النظرة الإسلامية فإنها ترى في الحفاظ على الحياة فريضة إلهية وواجباً شرعياً، لا يجوز حتى لصاحبها أن يفرط فيها..بل أوجبت عليه القتال حتى النصر أو الشهادة دفاعاً عن مقومات هذه الحياة ، كما حرمت عليه لاقنوط الذي يقوده إلى الانتحار ، الذي رأته جريمة يأثم مرتكبها إثماً كبيراً..) أ.هـ .

 

وقد جعلت الشريعة من يدافع عن نفسه وروحه فيقتل في سبيل ذلك في عداد الشهداء ؛ فقد روى الترمذي وغيره عَنْ سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَينهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. ومَنْ قُتِلَ دُونَ دمهِ فَهُوَ شَهِيدٌ". ومن قتل دون أهله فهو شيهد " قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

 

وفي المقابل جعلت من يفرط في روحه بالانتحار  فقد قال رسولَ اللَّهِ صلَّى الَّلهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: مَنْ قَتَلَ نفسهُ بشئٍ في الدنيا عُذِّبَ به يومَ القيَامة".‏ ( جزء من حديث في صحيح البخاري )

و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنّمَ خَالِدا فِيهَا أَبَدا. وَمَنْ شَرِبَ سَمّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسّاهُ فِي نَارِ جَهَنّمَ خَالِدا مُخَلّدا فِيهَا أَبَدا. وَمَنْ تَرَدّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدّى فِي نَارِ جَهَنّمَ خَالِدا مُخَلّدا فِيهَا أَبَدا " رواه مسلم وغيره

والسبب في ذلك وجود النهي الصريح من الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم عن أن يقتل الإنسان نفسه ؛ قا ل تعالى : { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}(النساء: من الآية29)

واعتبر الإسلام قتل النفس عمداً من أكبر الكبائر إذا لم لم تستوجب تلك النفس أسباب القتل  وعدَّ الإسلام هذا الذنب من أعظم الكبائر قال تعالى : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93)

وكذلك جاءت النصوص النبوية لتزيد توضيح هذا الأمر ؛ يقول الشيخ عبد الرحمن الجزيري في كتابه " الفقه على المذاهب الأربعة " : (

لقد جعل اللّه عقوبة قتل النفس من أفظع العقوبات، وجعل القضاء بها من أعظم المظالم فيما يرجع إلى العباد، وجعل الحساب عليها أول القضاء يوم القيامة. فعن أبي مسعود رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء)، رواه البخاري ومسلم، أي في الأمر المتعلق بالدماء.

وقتل النفس من الموبقات المهلكات، ومن أكبر الكبائر، فقد روى أبو هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات: قيل يا رسول اللّه: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم اللّه إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي

واعتبر الشارع أن المسلم لا يزال في سعة منشرح الصدر ما دام لم يتورط في سفك دم حرام ، فإذا أراق دم امرىء مسلم صار منحصراً ضيقاً لما أوعد اللّه عليه مالم يوعد على غيره من دينه، فيضيق عليه دينه بسبب الوعيد لقاتل النفس عمداً بغير حق

عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دماً حراماً)، وقال ابن عمر رضي اللّه عنهما: إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفك الدم الحرام بغير حله) رواه البخاري رحمه اللّه) إ.هـ

وقد منع الرسول صلى الله عليه وسلم كل الأسباب التي تفضي أو قد تفضي إلى إزهاق النفس فقال صلى الله عليه وسلم : (( من حمل علينا السلاح فليس منا)) وهو جزء من حديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه

ونهى أن يتعاطى السيف مسلولاً :فقد روى الترمذي عن جابرٍ  رضي الله عنه قال: "نَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَعَاطَى السّيْفُ مَسْلُولاً "

 

ونهى أن يمشي إنسان في أماكن التجمعات البشرية وسيفه مسلول وما شابه ذلك فقد روى البخاري عن أبي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "مَنْ مَرَّ فِي شَيْءٍ مِنْ مَسَاجِدِنَا أَوْ أَسْوَاقِنَا بِنَبْلٍ فَلْيَأْخُذْ عَلَى نِصَالِهَا لَا يَعْقِرْ بِكَفِّهِ مُسْلِمًا" ويعقر بمعنى : يجرح

وروى مسلم عَنْ أَبِي مُوسَىَ  رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا مَرّ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسٍ أَوْ سُوقٍ، وَبِيَدِهِ نَبْلٌ، فَلْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا. ثُمّ لْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا. ثُمّ لْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا

بل ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبعد من ذلك باتخاذه المزيد من الإجراءات الوقائية لحماية الأنفس فحذر من الاستهتار واللعب بالأسلحة  وكل ما قد يحتمل صدور الضرر البالغ منه وكل ما قد يؤدي إلى إزهاق روح بطريق الخطأ :

فعن أبي هريرة رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: ((لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

وفي رواية لمسلم: قال: قال أبو القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينزع وإن كان أخاه لأبيه وأمه ))

ولعله من الجدير أن نذكر هنا بابن آدم الأول فقد روى البخاري ومسلم –واللفظ له- عَنْ عَبْدِ اللّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْماً، إلاّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لأَنّهُ كَانَ أَوّلَ مَنْ سَنّ الْقَتْلَ "

 

Top